13 سبتمبر 2025

تسجيل

ورقة من ملف الكورونا

01 أغسطس 2023

عانى معظم بني البشر ماديا من ظروف الحجر والإغلاقات الجزئية والكاملة التي أملتها ضرورات منع تحوُّل جائحة كورونا الى إعصار أكثر تدميرا، وبينما عانت قلة قليلة من الناس صحيا من الكورونا، عاش غالبية الناس في حالة هلع وجزع على أحوالهم الصحية، ولكن مصاب الأغلبية عاد بالفائدة على أقلية ممعنة في القِلَّة، فقد جنت شركات ومؤسسات صغيرة ملايين كثيرة من صنع الكمامات والقفازات والملابس الواقية، وبينما جنى أغنى 500 شخص في العالم تريليونا وثمانمائة بليون دولار إضافية خلال عام 2020، وهو ما يعادل ما جناه 165 مليونا من المواطنين الأمريكان العاديين «طوال حياتهم»، صار إجمالي ما تملك تلك الفئة من مال 7 تريليونات و6 بلايين دولار، بينما يقول مؤشر بلومبيرغ إن ملابسات الجائحة ستتسبب في إفقار بليون آدمي في مختلف أنحاء العالم بحلول عام 2030. تسعة من بين أغنى عشرة أشخاص في العالم يعيشون في الولايات المتحدة، ارتفعت ثروة إيلون مَسْك الرئيس التنفيذي ومالك شركة تسلا للسيارات الكهربائية من 142 بليونا في 2019 الى 170بليونا في 2020، ليحل محل بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت في الترتيب الثالث بين أغنياء العالم، مسجلا أعلى نمو للثروة في التاريخ، بينما يبقى جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون جالسا فوق قمة عرش الأغنياء بإجمالي ثروة تبلغ 190 بليون دولار بعد أن أضاف 75 بليون دولار الى أمواله في عام 2020، مستفيدا من انحباس الناس في بيوتهم اتقاءً لكورونا، وميلهم الى طلب كل ما يلزمهم وما لا يلزمهم من امازون الكترونيا ولم يكن كورونا وحده ما وجد الملعب خاليا أمامه من التحديات في الولايات المتحدة بسبب استخفاف ترامب به، فقد اجتاحت البلاد دبابير سامة تستطيع الإبرة في مقدمة الواحدة منها اختراق الملابس الواقية التي يرتديها النحالون عند جني العسل من خلايا النحل، ونفث سم قاتل الى جسم الانسان، وكما قال ترامب ان فيروس كورونا صيني فقد نسب تلك الدبابير الى اليابان، ومن عجائب 2020 أن الكورونا جعلت في الآذان وقراً، اكتشاف طالب في المرحلة الثانوية في أمريكا كوكبا جديدا، وكان الطالب يقضي فترة تدريبية في وكالة (ناسا) عندما اكتشف ذلك الكوكب (يحمل اسم TOI 1338 b) الذي يفوق حجمه حجم كوكب الأرض 6,9 مرات، ويدور حول نجمين كل 95 يوما، ويبعد عن الأرض 1300 سنة ضوئية، وهكذا كسب العلم كوكبا جديدا في 2020، ولكن وبالمقابل فقد اختفى من الأكوان نجم عملاق، بأن انفجر وانهار داخل ما يسمى بالثقب الأسود شركة سياحة آيسلندية طرحت خدمة في 2020 تستطيع ان تسميها «فشة خلق»، وجدت تجاوبا وتفاعلا منقطعا النظير، وتتمثل في أن تتلقى الشركة من الراغبين صرخات مدوية يتم تسجيلها وارسالها عبر الكمبيوترات او الهواتف الذكية، ويتم تجميع الصرخات وإطلاقها عبر أبواق عملاقة من على جبال تتخللها شلالات مياه ليحملها الريح إلى القطب الشمالي او شرقا وغربا تقول مصادر الشركة إن زبائن كثيرين يجدون في الصراخ العالي تنفيسا عن مشاعر مكبوتة، وأن هناك من يرسل عدة صرخات في الشهر الواحد، واعتقد انني وبالكتابة عن هذه «الخدمة» أقدم هدية لملايين العرب المحرومين من حق الصراخ والأنين ليمارسوا التنفيس عن أوجاعهم المزمنة، الناجمة عما يلحق بهم من أذى من حكامهم المزمنين، ليس فقط بإرسال صرخاتهم المسجلة الى آيسلندا، بل بالذهاب اليها «شخصيا» للصراخ الحي المباشر، الذي لن توصله الرياح مهما اشتدت الى آذان أجهزة المخابرات العربية، ولكن الحذر واجب، فطال الزمن ام قصر، ستكتشف آذان وأعين تلك الأجهزة أمر كفالة حرية الصراخ في تلك الجزيرة وبالتالي يصبح من يتعامل معها او يزورها في القائمتين الرمادية والسوداء