28 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة توظيف ذوي الإعاقة

01 أغسطس 2022

تولي الدولة اهتماما كبيرا بذوي الإعاقة، ومن تلك الاهتمامات توظيفهم حسب قدراتهم ورغباتهم وقد سنت القوانين الملزمة للمؤسسات والوزارات بتوظيفهم بنسبة لا تقل عن 2 % من مجموع الوظائف المختلفة بالجهات المختصة بالدولة. ولله الحمد نلاحظ تقدما في هذا الشأن والفضل يعود بعد الله إلى اهتمام المجتمع بهذه الفئة والصحوة التدريجية لدى العديد من الوزارات والمؤسسات التي بدأت بتطبيق القانون رقم 2 لسنة 2004 بهذا الخصوص. ولكن للأسف كثيرا ما نلاحظ عزوف البعض من ذوي الاحتياجات الخاصة عن العمل وذلك لعدم ثقة البعض منهم بأنه يمكن أن يكون منتجا ولوجوده وسط دائرة تحبطة ولا تشجعه مما يؤدي به إلى أن يستسلم لإعاقته. لذلك يبقى الدور على المجتمع بأن تكون لديه ثقافة بأن مثل هؤلاء يمكن أن يعطوا أكثر مما يتوقع منهم، بعد أن يتم وضعهم في المكان المناسب وأن ينالوا التدريب والتأهيل المناسبين للعمل. بعد ذلك يأتي الدور على ذوي الإعاقة وذويهم أن يعوا أهمية التوظيف ويبادروا باستغلال فرص العمل. لقد حدد قانون التوظيف بأن يكون هناك 2 % من الوظائف لذووي الإعاقة ولكن هناك البعض من المؤسسات والوزارات لا تلتزم بالتطبيق الصحيح للقانون والسبب الرئيسي هو قلة الوعي لدى بعض مسؤولي الموارد البشرية وكذلك طالبي العمل. ثم لعدم وضع التدريب والتأهيل المناسب لذوي الإعاقة من قبل جهات العمل ليكون بها فاعلون في وظائفهم. يأتي رد بعض المؤسسات بأننا على استعداد للتوظيف ولكن الأشخاص لا يريدون العمل. وسبب آخر وهو غياب المحاسبة عن مدى تطبيق القانون في الوزارات والمؤسسات. بعض المؤسسات للأسف توظفهم ثم تجلسهم في منازلهم وكأنها أدت إليهم حسنة وهذا تلاعب على القانون مما يجعل ذوي الإعاقة عرضة للتشتت والضياع وإن استلم راتبه كاملا. لقد تعدينا مرحلة أن لا يتقبل البعض منا في مجتمعنا وجود زميل له من ذوي الاحتياجات الخاصة في العمل وأصبح ذو الإعاقة شخصا عاديا ولا يتعامل معه على مبدأ الشفقة والإحسان وإنما هو شخص مثلنا مثله وكل منا قد تكون له إعاقة. الوظيفة يمكن أن تحول ذوي الإعاقة من إنسان غير منتج إلى شخص منتج يتولى مسؤولية ويجد نفسه وكيانة ويبني مستقبله بنفسه ويساهم في اختلاطه في المجتمع بشكل كامل. أرجو من وسائل الإعلام المختلفة وزملائي الكتاب أن يكرسوا جهدهم في مناصرة هذه القضية وحث الجهات المختلفة بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة بشتى أنواع إعاقاتهم وكذلك توعية ذوي الإعاقة وذويهم بأهمية العمل وخدمة الوطن. Ahmed [email protected]