28 سبتمبر 2025
تسجيلعرفت أبوعبدالعزيز رحمه الله منذ ٨ سنوات بعد أن تشرفت بالعمل معه بشكل مباشر أثناء فترة عملنا في المكتب الفني للمشاريع في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، فكان رحمه الله ملاذنا إذا ما اجتاحتنا الرياح وعصفت بنا الدوائر.. فكان لا يكل ولا يمل في تقديم النصح والمشورة الصادقة.. وكان الشاب القطري محور اهتمامه إذ أولانا اهتماماً خاصاً، واسند لنا المهام والمسؤوليات وزرع فينا الثقة التي بدورها أسهمت في صقل خبراتنا المهنية وخلق صف قادر على القيادة ومجهز لخدمة الدولة. رغم كثرة المهام والمسؤوليات المتعلقة بالمشاريع الوطنية والإستراتيجية التي تم إسنادها له خلال فترة عمله إلا أنه كان دائماً رحب الصدر وواسع البال، يستقبل كل من يطلب نصحه ويستمع له سواء كانت المسألة صغيرة أو كبيرة. لم يمنعه منصبه كرئيس للمكتب الفني من أن يُبقي باب مكتبه مفتوحا للجميع وعلى الدوام دون أن يضع وسيطا أو سكرتارية بينه وبين الموظفين. تعلمنا منه الكثير "رحمه الله".. فقد كان موسوعة في عالم الهندسة وبحرا في مجال إدارة المشاريع. لا أبُالغ حينما أقول إنني كنت أتعلم منه في كل مرة ألتقي به أو أتناقش معه، ناهيك عن الاجتماعات التي كان يديرها بطريقة استثنائية ومن خلالها استفدنا منه المهارات والمعرفة، فكان كل اجتماع بمثابة درس نتعلمه ونطبقه، وكان رحمه الله صاحب علم غزير لم أشهد له مثيلا فلا يمكن لشخص استعراض أي من المواضيع دون أن يكون قد جمع وراجع المعلومات بشكل دقيق وعلى الرغم من ذلك كنا لا نستطيع مجاراة أبو عبدالعزيز رحمه الله. كان "رحمه الله" مدرسة لنا جميعاً على الصعيد المهني والإنساني لما تحلى به من خصال ومناقب كريمة، حيث جمع في شخصه "رحمه الله" الإخلاص والتفاني والإتقان في العمل، فكان ذلك مصدر إلهام لنا والحافز الأكبر في إخلاصنا لحب العمل، والذي كنا وما زلنا نقتدي به، حيث كانت خدمة الوطن على رأس أولوياته التي كان يحثنا عليها باستمرار وبكل ما نمتلك من طاقة وجهد. على نهجك سنمضي ولن ننسى كلماتك الخالدة "اعمل بما يرضي الله تعالى ويخدم وطنك". رحمك الله يا بو عبدالعزيز.. عشت طيباً صبوراً ومت كريماً… اسأل الله كما جمعنا بك في هذه الدنيا، أن يجمعنا بك في فسيح جناته ومستقر رحمته. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع.. وإنا على فراقك يا بوعبدالعزيز لمحزونون. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون"