18 سبتمبر 2025
تسجيلكل عام، يتوجه ملايين المسلمين إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام. وتعتبر قطر واحدة من الدول التي تولي اهتمامًا خاصًا لهذه الفريضة المباركة، حيث تسعى لتوفير كل سبل الراحة لحجاجها. سأروي لكم تجربتي الشخصية هنا من أرض الحرمين كمذكرات حاج تحت رعاية دولة قطر. من اليوم الأول بدأت الاستعدادات،المكثفة لأداء هذه الشعيرة، خاصة قبل مغادرتنا، فقد شاهدنا مدى الاهتمام الذي أولته الدولة لتنظيم وتسيير أفواج الحجيج، من لقاءات تثقيفية للحجاج والإرشادات حول مناسك الحج والخطوات التي يجب اتباعها من خلال الحملات حفاظا على أمن وسلامة الحجاج. منذ لحظة انطلاق الرحلة المباركة، لا استطيع وصف تلك المشاعر الجميلة، كان التنظيم بدءا من المطار حيث خُصصت مسارات لتسهيل وتيسير الإجراءات الأمنية والجمركية لراحة المسافرين. كان في استقبالنا وفود وإداريو حملتنا، مشاعر قوية وكأن الاحباء والاخلاء في لقاء خاص، جمعتنا معهم رغم لقائنا الأول مشاعر مشتركة وهو الحب في الله، حبنا للقاء وتلبية نداء الله - جل جلاله، وحبهم لخدمة ضيوف الرحمن، مشاعر لن يفهمها إلا من حضر هذا الموقف المهيب. كانت التسهيلات المقدمة من دولة قطر واضحة. دعوني أطلعكم على سر، قد يقول قائل ان هذه الاجراءات أمر اعتيادي، غير صحيح فقد حرصت الدولة على كرامة وسلامة وتأمين الحاج القطري، نرى ذلك جليا من خلال تأمين الاجراءات الأمنية والسلامة المعيشية والصحية، لا اخفيكم مدى خوفي وانشغال تفكيري بالمناسك وتأديتها رغم الاستعداد العظيم من جهة المملكة العربية السعودية باعتبارها الحاضن لهذه الفريضة، انشغل تفكيري في لحظة تأدية المشاعر، هل المكان مناسب ؟هل استطيع المكوث والمبيت فيها ؟، هل الخدمات المقدمة ذات جودة عالية؟ كثرت الأسئلة، وزادت المخاوف لدي، إلا أن سماعي لخبر أن سعادة وزير الأوقاف - غانم شاهين الغانم، أشرف شخصيا على المخيمات واجتمع بأصحاب الحملات، جعلني اشعر بالطمأنينة والسكينة بأن دعم القيادة ما زال مستمرا لي، لمست ذلك بمجرد وصولنا للجناح القطري بمخيمات منى ومخيمات عرفات، وملاحظة انه تم استيفاؤه لجميع المرافق والخدمات، أيضا تواجد بعثة الحج القطرية وسرعة استجابتها وتعاونها مع الحملات في قلب الحدث أثمر عن تنظيم استثنائي وجبار. مع اقتراب نهاية رحلتنا، لم يكن حج هذا العام مجرد تجربة دينية عابرة، بل كانت رحلة روحية غنية وفريدة. لقد كانت تجربة ملهمة أثرت في نفسي وجعلتني أدرك قيمة التضامن والروح الجماعية. شكرا قطر، شكرا بعثة الحج القطرية على رأسهم وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية القطرية، شكرا حملات الحج، شكرا بلاد الحرمين، والحمد لله على كوني انتمي لهذا البلد المعطاء الذي لطالما حافظ على رفاهية وكرامة المواطن داخل وخارج الدولة.