12 سبتمبر 2025

تسجيل

فن الإتيكيت في بناء علاقات صحية ومتينة

03 مايو 2024

«في عالم يغمرنا بالمظاهر والانطباعات السريعة، يكمن الجمال الحقيقي في القدرة على رؤية ما وراء الواجهة الخارجية. فالتعامل والقرب من الآخرين، والتدقيق في السمات والصفات الداخلية، يمكن أن يكشف الحقيقة المخفية. تعتبر العلاقات الإنسانية أساسًا حيويًا لاستمرارية الحياة، حيث تمثل نسيجًا اجتماعيًا يربط بين الأفراد والمجتمعات. سنناقش فيما يلي أهمية الاتيكيت في بناء علاقات صحية، وكيف يمكن الالتزام بها أن يعزز التواصل الإيجابي بين الأفراد ويحافظ على استمرارية الحياة الاجتماعية. المظهر الداخلي: كما تحافظ على هندامك الخارجي، احرص على أن تكون ذا شخصية جميلة، ذا فكر وآراء، استخدم مصطلحات لبقة أثناء الحديث حتى مع أقرب الاشخاص لديك، سمة الاحترام والادب مهما كان قرب اصحابها وعمق العلاقة بينهم فالذوق في التعامل لا ينافي جانب الألفة وطرح الكلفة، لا تنخدع بالمظهر ابحث عن الجوهر فالأغلب لا يعكس الواقع الحقيقي له إطلاقا. «لا تجعل ثيابك أغلى شيء فيك حتى لا ترى نفسك يوما أرخص مما ترتديه» (جبران خليل جبران). التدخل في خصوصيات الناس: باتت الأسئلة المحرجة نراها في اجتماعاتنا اليومية وأصبحت إحدى مفردات التحية، (ايش اكلكم اليوم - من دخل عليكم - كم دفعتوا في هذا الغرض - كم راتب فلان - فلانة ليش تأخرت عن الانجاب - وووووو )، عدم التدخل في شؤون الآخرين، واجب عليك وليس كرما منك، مراعاتك لمشاعر الغير وطريقة كلامك تفرض احترامك أكثر من أي شيء آخر. إحراج الآخرين بالسب أو الإهانة: كثر السبابين والأشخاص الهجومين، إما من مواقعهم أو من خلال امتياز حصلوا عليه (كبر سن - موقع اجتماعي - مكانة مهنية)، الذين يتباهون بطول ألسنتهم وقدرتهم على السب وانتقاد الناس وتجريحهم، إليكم قول الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - ( إن شر الناس منزلة يوم القيامة من يتقيه الناس مخافة لسانه) لسنا مطالبين بحب كل الناس ولا أن يحبنا كل الناس، فالمحبة رزق الله للقلوب، (لكننا مطالبون باحترام الجميع وتقبل اختلافهم عنا.. والتعامل معهم بالقسط والإحسان، الأخلاق عملة لا نستطيع أن نشتري بها إلا سلعة واحدة هي (قلوب الناس). الاعتذار والشكر: لا تظن بأن الذوق تزينه الماركات العالمية، أو ترثه مع الألقاب القبلية، إنما الذوق كل الذوق يكمن في (شكرا- من فضلك - لو سمحت - أنا آسف) وعلى هذا تتباين درجات الناس ومقاماتهم، عندما تخطئ اعتذر بدلا من قضاء وقت طويل وأنت تبحث عن اقتباسات وكلمات معسولة لتبرير خطيئتك. ما خسرته بالشدة كنت أقرب إلى كسبه باللين. نصيحة: انشغالك بنفسك، بهواياتك، بشيء تحب القيام به، وملاحقة شغفك كل يوم، ومشاهدة نموك المعرفي والنفسي، واستقرارك الداخلي، بمتابعة تطورك في جميع شؤونك الخاصة، إنما هي نعمة عظيمة، بدلا من التدخل في حياة الآخرين وتتبع أخبارهم ونواياهم. تذكر أن القبح والسوء يكون فقط بالفكر والأسلوب والتعامل.