16 سبتمبر 2025
تسجيلبدأت أزمة كورونا في منتصف العام الدراسي في أغلب أنحاء العالم في المدارس والجامعات وحتى في المراحل التمهيدية والروضة للأطفال. وهذا كان تحديا كبيرا للقدرات التعليمية في كافة دول العالم وكان أيضا تحديا للطلبة، والأهم من ذلك كان تحديا لأولياء الأمور الذين أصبحوا في تحدٍ لمساعدة الكوادر التعليمية في إيصال المناهج التعليمية لأبنائهم. رأينا العديد من المطالبات بإلغاء العام الدراسي وتوقيف التعليم، وهذا أمر رفض في كل دول العالم، حيث إن التعليم أمر مسلّم لا يختلف عاقل على أهميته وفي توقف التعليم أضرار قد تكون أحيانا أقوى من أضرار الكوارث الطبيعية لما يخلفه من جهل وتخلف. إن التعليم عملية تراكمية وأي خلل أو نقص فيها يسبب خللا في العملية كاملة، خاصة في المراحل الأولى من التعليم. قال الأديب المصري الدكتور مصطفى محمود: " لو انتشر فيروس قاتل في العالم وأغلقت الدول أبوابها وانعزلت خوفا من الموت ستنقسم الأمم إلى فئتين : فئة تمتلك أدوات المعرفة وتعمل ليلا ونهارا لاكتشاف العلاج، وفئة أخرى تنتظر مصيرها المحتوم، وقتها سيعلم الناس أن العلم وسيلة للنجاة وليس أداة للترفيه " . وللأسف رأينا العديد من الناس في هذه الأزمة يتجاهلون التعليم بحجة أن العالم في كارثة وأنه لا وقت لدينا للتعليم ولكن التعليم ليس له وقت، وقيل عن أحد الصالحين إنه وفي فراش الموت كان يطلب العلم. أزمة كورونا هي فترة وتنتهي والجهل مرض ليس له علاج إلا التعليم. يجب أن يكون التعليم أمرا من الأمور الأساسية في الحياة لبقاء الحياة وليس فقط للحصول على الشهادة. يجب أن تكون ثقافة التعليم أكبر من الشهادة، يجب أن يعي الناس أن التعليم هو من يقيم الأمم ويطور المجتمعات ويرتقي بالناس واسألوا من حرموا التعليم عن هذا. التعليم عن بُعد كان تحديا وقد وفرت الدولة بكافة مؤسساتها التعليمية كافة جهودها لاستمرار العملية التعليمية ولكن كانت العقبة الوحيدة هي الناس الذين أهملوا التعليم وهذا سيضر أولا المتعلمين وثانيا المجتمع . ومن خلال تجربتي في عملية التعليم عن بُعد في الجامعة قد كانت بأحسن ما يكون ولكنها كانت في المقام الأول تعتمد على الطالب نفسه ورغبته في التعلم وتطوير نفسه، في النهاية الأمر راجع إلى الفرد ورغبته ووعيه بأهمية التعليم . [email protected]