19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عن جابر بن عبد الله "رضي الله عنهما" أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئا، أأدخل الجنة؟ قال: نعم» رواه مسلم. فسر بعض أهل العلم تحليل الحلال باعتقاد حله، وتحريم الحرام باعتقاد حرمته. وقيل: المراد بالتحليل والتحريم: فعل الحلال واجتناب الحرام.وقال الله عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين }. وقد نزلت هذه الآية بسبب قوم امتنعوا من تناول بعض الطيبات زهدا في الدنيا وتقشفا.وقد روي عن طائفة من السلف، منهم ابن مسعود وابن عباس في قوله عز وجل: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به} قالوا: يحلون حلاله ويحرمون حرامه، ولا يحرفونه عن مواضعه.وهذا الحديث يدل على أن من قام بالواجبات، وانتهى عن المحرمات دخل الجنة وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى.وفي " صحيح البخاري " عن أبي أيوب أن «رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني بعمل يدخلني الجنة، قال: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم».وخرجه مسلم إلا أن عنده أنه قال: أخبرْني بعمل يدنيني من الجنة ويباعدني من النار. وفي " الصحيحين " عن أبي هريرة «أن أعرابيا قال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال: والذي بعثك بالحق، لا أزيد على هذا شيئا أبدا ولا أنقص منه، فلما ولَّى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا» .وقد ورد ترتب دخول الجنة على فعل بعض هذه الأعمال كالصلاة، ففي الحديث المشهور: «من صلى الصلوات لوقتها، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة» وفي الحديث الصحيح: «من صلى البردين دخل الجنة».وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن ارتكاب بعض الكبائر يمنع دخول الجنة، كقوله: «لا يدخل الجنة قاطع» ، وقوله: «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر». وقال بعض السلف: إن الرجل ليحبس على باب الجنة مائة عام بالذنب كان يعمله في الدنيا. فهذه كلها موانع.وقال طائفة من العلماء: إن كلمة التوحيد سبب مقتض لدخول الجنة وللنجاة من النار، لكنه له شروط، وهي الإتيان بالفرائض، وموانع وهي إتيان الكبائر.وقيل للحسن: إن ناسا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال: من قال: لا إله إلا الله، فأدى حقها وفرضها، دخل الجنة.قال ابن رجب: ولعل الحسن أراد أن تحقق القلب بمعنى " لا إله إلا الله " وصدقه فيها، وإخلاصه بها يقتضي أن يرسخ فيه تأله الله وحده، إجلالا، وهيبة، ومخافة، ومحبة، ورجاء، وتعظيما، وتوكلا، ويمتلئ بذلك، وينتفي عنه تأله ما سواه من المخلوقين، ومتى كان كذلك، لم يبق فيه محبة، ولا إرادة، ولا طلب لغير ما يريد الله ويحبه ويطلبه.وقيل لوهب بن منبه: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان، فتح لك، وإلا لم يفتح لك.وقالت طائفة: هذه النصوص المطلقة جاءت مقيدة بأن يقولها بصدق وإخلاص، وإخلاصها وصدقها يمنع الإصرار على معصية.ويروى من حديث أبي أمامة مرفوعا " «ما تحت ظل السماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع» ".وكذلك من أطاع الشيطان في معصية الله، فقد عبده، كما قال عز وجل: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}. فتبين بهذا أنه لا يصح تحقيق معنى قول: لا إله إلا الله إلا لمن لم يكن في قلبه إصرار على محبة ما يكرهه الله، ولا على إرادة ما لا يريده الله.