صيامك يجدد حياتك

منّ الله تعالى علينا بنعمة الصيام فبه تتجدد الأرواح وتنشط الأجساد. فبالصيام تخف وطأة هذا السور الطيني الذي يحوط أروحنا وتنطلق في سماء رحبة تنهل من الانوار العلوية متقربة بهذه الحرية اكثر من خالقها سبحانه وتعالى. كثرة الطعام تثقل الأجساد وتقلل الذكاء وتزيد فرصة حدوث الأمراض وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "البطنة (أي امتلاء البطن بالطعام) مذهبة للفطنة، مدعاة للسقمة". بينما الصيام يحسن من صحة الانسان بل ويزيد من شبابه وحيويته. لقد قام كل من د/ كوند ود/ كارلسون في قسم الفسيولوجيا بجامعة شيكاغو بعدة تجارب على الصوم فوجدا ان الصيام لمدة أسبوعين فقط كفيل بأن يجدد مؤقتا الانسجة داخل جسم انسان في الأربعين من عمره بحيث يعيدها إلى حالة فسيولوجية مماثلة لما كانت عليه وهو في السابعة عشر من عمره. وهذه تكون عودة مؤقتة ولكي تكون العودة للشباب دائمة عليك ان تكرر الصيام خلال فترات منتظمة على ان تراعي القواعد الصحية في افطارك. والسؤال الآن كيف يجدد الصوم الشباب؟ بداية لنتفق ان للإنسان عدة اعمار وليس عمر واحد نذكر منها 1 — العمر الزمني وهو المرتبط بيوم ميلاده. 2 — العمر البيولوجي او الحيوي ويرتبط بمقدار صحة خلاياه وتمتعها بالحيوية فقد ترى انسانا تعتقد انه في الخامسة والأربعين من عمره بينما عمره الزمني هو خمسة وستين عاما والعكس صحيح ولو كشفت على خلايا الجسد تحت الميكروسكوب لوجدتها تسجل نفس العمر الذي قدرته بعينيك تقريبا. ولكن لماذا يشيخ البعض اسرع من الاخرين؟ ان اهم أسباب مظاهر الشيخوخة هو نقص الاستقلاب في الجسم، واذا علمنا ان الصوم من ثلاثين إلى أربعين يوماً يعطي زيادة في درجة الاستقلاب مقدارها يتراوح بين خمسة إلى ستة في المائة.. نستطيع ان ندرك ان الصيام بزيادته لمعدل الاستقلاب يعيد إلى الجسم شبابه، هذا إضافة إلى انه يعمل على تنقية الدم وتخليصه من السموم المتراكمة، وكذلك يعمل على تطهير الجسد وتجديد الأعضاء وتحسين الهضم ورفع معدل التمثيل الغذائي واجلاء الحواس ويظهر اثر كل هذا التجديد والتحسين على الجلد الذي يعتبر مرآة لسن الانسان، فنجد ان التجعدات والثنيات الجلدية تختفي وتزول الحبوب والبقع والانسجة الميتة والضعيفة ويحل محلها انسجة قوية فيصبح الجلد اكثر نضارة وحيوية. يقول العالم اتيون سنكلير عن الأثر العظيم للصيام على جسم الانسان: "ان اكبر شيء يعيطنا إياه الصوم هو مستوى جديد من الصحة، وهذا التجدد في الصحة يصيب الكبار في السن والشباب على حد سواء وبالنسبة ذاتها ذلك ان البنية تتجدد بكاملها فتتحسن وظائفها العديدة وتنشط"، زد على ذلك ان الصوم يمنح الجسم الفرصة المثلى للتخلص من السموم والفضلات المتراكمة بين ثناياه وفي صميم نسيجه العضوي لذا فالصوم يبعد الشيخوخة ويبعدك عن الطريق المؤدية إليها. ويساعد الصوم ايضا على سرعة التئام الجروح والعظام المكسورة وذلك ما اثبته مجموعة من الأطباء من خلال تجاربهم على الصوم. يقول د/ اليكيس كارل الحائز على جائزة نوبل: "إن كثرة الطعام، وانتظامه ووفرته تعطل وظيفة ادت دوراً عظيما في بقاء الاجناس البشرية وهي (وظيفة التكيف على قلة الطعام) ولذلك كان الناس يلتزمون الصوم في بعض الأوقات". وصدق اعظم خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال "صوموا تصحوا" صوما مقبولاً وافطاراً شهياً وكل عام وانتم بخير.