31 أكتوبر 2025

تسجيل

هل يستنسخ تاريخ الإرهاب نفسه في الكويت؟

01 يوليو 2015

قبل أيام قليلة تعرضت الكويت لعمل إرهابي فظ هو الأكبر في تاريخها المعاصر منذ حقبة ما بعد الاحتلال العراقي للدولة ثم تحريرها دوليا أعوام 1990/ 1991 ، كان الهدف متناسبا بالكامل مع ما يسود المنطقة من رياح عصف طائفية مؤسفة، ومن انقسام طائفي، وتوتر مجتمعي انعكس بالكامل على الأوضاع السياسية العامة لدول الإقليم، والحصيلة البشرية الثقيلة من الخسائر في مسجد الإمام الصادق وسط العاصمة الكويتية كان إيذانا واضحا بأن صنبور الشر قد فتح أفواهه، وتجاوز الأمر حدود التهديدات اللفظية والانقسامات الفكرية ليدخل في مجال التنفيذ العلني بعد أن تحول العراق المنقسم طائفيا لنقطة إشعاع في تفعيل الإرهاب ونشر أدواته وتفاعلاته ليس على المستوى الإقليمي فقط، بل على المستوى الدولي أيضا ... الكويت اليوم باتت نقطة هدف مركزية في مرمى هدف الجماعات المتطرفة! ، وهو موقف ليس بجديد بل يكاد يكون استنساخا تاما ومدهشا لمرحلة ما قبل الغزو العراقي لدولة الكويت والذي أنهى فصلا غائما وضبابيا من التاريخ الكويتي الحديث ودشن لمرحلة كويتية جديدة كان الفعل الإرهابي الأخير نهاية لها.. في أوائل ثمانينيات القرن الماضي تعرضت الكويت لسلسلة متواصلة ومريعة من عمليات الإرهاب الأسود طبعت مسيرتها خلال عقد الثمانينيات المتفجر الذي رسم وشوما وجروحا غائرة على الجسد الكويتي بسبب احتدام الصراع الدولي والإقليمي على منطقة الخليج العربي، وبروز الثورة الإيرانية برؤاها وقواها المتحولة التي رفعت شعار تصدير الثورة وإسقاط الأنظمة وإقامة البديل والنموذج الإيراني الذي حاول فرض إرادته من خلال فرصة الحرب الطويلة مع العراق ( 1980/1988 ) والتي اندلعت بعد أن قررت الأحزاب الطائفية المرتبطة بالنظام الإيراني مثل حزب الدعوة الإٌيراني التأسيس والهوى والولاء والمنطلق العقائدي إسقاط النظام العراقي السابق وإقامة البديل الديني الطائفي الجاهز!!.. وقتذاك وجدت دول الخليج وأهمها الكويت لموقعها الجغرافي نفسها بين المطرقة والسندان وتعرضت لضغوط هائلة من مختلف أطراف النزاع في زمن كانت فيه الجماعات الإرهابية تكثف نشاطاتها لتنطلق من خلال الساحة اللبنانية وبتشجيع ودعم لوجستي من التحالف الإيراني السوري أيام الاحتلال السوري للبنان، فتبلورت أول وأكبر عملية انتحارية في الشرق من خلال تفجير انتحاري للسفارة العراقية في بيروت في 15 سبتمبر 1981 وبتعاون بين حزب الدعوة والخلايا الأولى لحزب الله، وحيث تطور الموقف لاحقا ليأتي عام 1983 ليكون المنطلق الأكبر لإرهاب نوعي عاشته الكويت تمثل في أول فعل انتحاري إرهابي في الخليج من خلال قيام أحد أعضاء حزب الدعوة وهو عراقي يدعى (رعد مفتن عجيل) بتفجير نفسه وشاحنته المفخخة بالسفارة الأميركية في الكويت ويقوم رفاقه بتفجير منشآت وطنية أخرى يوم 12/12/1983 وكانت العملية بقيادة الإرهابي الدولي أبو مهدي المهندس (جمال جعفر محمد) القائد العسكري الحالي لقوات الحشد الشعبي العراقية؟؟؟ والذي هرب وقتذاك لإيران ويمارس عمله في الحرس الثوري هناك!! لتتعرض الكويت بعدها لسلسلة طويلة من عمليات الإرهاب والابتزاز وخطف الطائرات ومحاولة قتل الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد عام 1985 دون أن تنحني أو تخضع للإرهاب وشروطه وتحدياته.. الإرهاب يظل إرهابا، ومقاومته لا تكون إلا بتعزيز الوحدة الوطنية... قد يستنسخ الفعل الإرهابي نفسه ولكن الأهم من كل شيء الاستمرار في الصمود وعدم الانحناء و الخضوع.. وذلك هو المهم في هذه الحرب الشرسة!.