19 سبتمبر 2025
تسجيلالقلب من أهم الأعضاء البدنية، بل هو ملكها وقائدها، يقول رسول الله: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)، فينبغي مداراته والمحافظة عليه حسياً ومعنوياً، كما تنبغي حراسته، لأنه يمرض ويظلم ويفسد وينتكس، ومرضه المعنوي أشد عليه من المرض الحسي.فالعافية في القلب أن يزود بالوقود الذي يحييه وهو ذكر الله تعالى وقد أخبر الله تعالى أن القلوب تحيا وتطمئن بذكره كما في قوله: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، فمن قطع ذكر الله عن قلبه مات قلبه في جوفه وهو لا يشعر.العافية في القلب أن يرى الأمور والأشياء على حقيقتها الشرعية، يعني يرى الحق حقاً كما اعتمده الله حقاً في دينه، والباطل باطلاً كما سماه الله باطلاً وإن خالف الناس.العافية في القلب أن يدارى هذا القلب ويحفظ من العمى، فإن عمى القلوب عمى حقيقي لا عمى بعده ولا خلاص منه إلا أن يشاء الله، كما قال تعالى (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، وأهل النار لهم قلوب لا يفقهون بها.العافية في القلب أن يكون صافياً نقياً سالماً من الأمراض المعنوية، خصوصاً مثل الحسد والحقد والضغينة، في الحديث، أن رسول الله قال لصحابته: (يخرج عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فخرج رجل قد علق نعاله في رقبته وفي الثاني قال لهم رسول الله كما قال في اليوم الأول فخرج الرجل ذاته وفي اليوم الثالث فتبعه عبد الله بن عمرو وطلب منه الإذن ليبيت معه في بيته، يريد أن يرى عمل الرجل الفائز بالجنة، فلم ير زيادة عمل، فأخبره عن خبر رسول الله فولى عبد الله مدبراً فناداه الرجل فعاد إليه فقال: ليس عندي إلا ما رأيت، غير أني لا أضع رأسي على وسادتي وفي قلبي شيء على أحد من المسلمين، فقال له عبد الله: هذه التي بلغت بها)، فالعافية في القلب أن يكون طاهراً نقياً من الأحقاد.والعافية في القلب أن يكون سليماً كما قال الله تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)، وقال عن إبراهيم عليه السلام: (إذ جاء ربه بقلب سليم)، قالوا القلب السليم هو الذي سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره جل وعلا، والغرابة أن المرء إذا أصابه مرض حسي في قلبه أقام الدنيا يركض ركض الوحوش يبحث عن دواء لقلبه بينما تنزل بالقلب أمراض معنوية تهدم الدين والعمل الصالح وتضيع الحسنات ولا يلتفت أحد لمثل هذه الأمراض إلا من رحم الله.