31 أكتوبر 2025

تسجيل

سيناريو مجنون وخسارة مشرفة

01 يوليو 2014

انتظرت طواحين هولندا طويلا حتى آخر الشوط الثاني من أجل أن تدور رحاها مجددا وتنتفض لتقلب نتيجة المباراة أمام المكسيك، وتتأهل لدور الثمانية في مونديال البرازيل، ولعمري هي العادة التي دوما ما كنا نشاهدها في مباريات هولندا الحاسمة حيث تنتظر حتى الثواني الأخيرة لكي تتفوق على الخصم وبكرة مبهرة كالمعتاد، ومباراتها أمام المكسيك بالذات كانت سيناريو مجنونا في الدقائق الأخيرة ودراما كروية ممتعة لمن تابعها.صحيح أن المكسيك لم تستحق الخسارة، لكن أيضا هولندا لم تستحق الخروج، وقد جاء الشوط الثاني بشكل مغاير عن الشوط الأول من حيث الأداء والأهداف الثلاثة للمنتخبين، ولمن لا يعلم فإن الجو الحار جدا كان السبب الرئيسي في ألا نشاهد السرعة المعتادة والمهارة والكرة الجماعية للاعبي هولندا، بينما تلعب المكسيك بأريحية نظرا لتعود لاعبيها على مثل هذه الأجواء الحارة والرطبة.وبالنسبة لنا فإننا كنا نتمنى أن يصل المنتخبان معا لما قدماه حتى الآن في المونديال، لكن لابد في النهاية من فائز واحد يكمل المشوار، ولابد من وجود خاسر يحزم حقائبه ويغادر المونديال، ومغادرة لاعبي المكسيك كانت مرفوعة الرأس وبعدما قدموا فاصلا قويا في المونديال كما تعودنا دوما على كرة المكسيك في آخر أربعة أو خمسة مونديالات لكأس العالم، المكسيك ليست بالمنافس السهل أبدا، لكن عند محاورة ومواجهة الكبار فإن الأمر يحتاج أكثر من اللعب والمهارة لتجاوزهم، ومنتخب هولندا أحد هؤلاء الكبار بدون شك.وكما خرجت المكسيك مرفوعة الرأس فإن اليونان خرجت أيضا بنفس السيناريو مرفوعة الرأس بعد مباراة جميلة قدمتها أمام كوستاريكا، وخرجت بركلات الترجيح التي لا تنصف أيا من الطرفين دوما حيث انها تكون من أجل تحديد المتأهل فقط، ولا يستحق الخاسر من خلالها كلمة خسارة لأنه خرج بالترجيح، عموما يحسب لليونان القتالية طيلة المباراة والتعادل في الدقائق الأخيرة للوصول لضربات الترجيح الحاسمة، أما كوستاريكا فهي تسجل تاريخا جديدا لها في اللعبة بتحطيم الانجاز وراء الآخر، فبعد التفوق على ثلاثة أبطال لمونديال العالم والوصول لدور الستة عشر، تصل لدور الثمانية الآن، ولكن قد تنتهي المغامرة الكوستاريكية في هذه الحدود، خاصة وأنها ستقابل طواحين هولندا والمدرسة الشاملة لكرة القدم، فأي متعة تنتظرنا في تلك المباراة.***لمن لا يعلم ويتساءل عن اختيار البرازيل للواحدة ظهرا موعدا لبدء المباريات، فإنها قد قامت بذلك من أجل قارتي آسيا وإفريقيا، ولكي يتسنى لهم متابعة المباريات في أوقات مناسبة نظرا لفارق الوقت بين البرازيل ودول آسيا وأفريقيا، فشكرا للتنظيم المميز.