14 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمر بطاعته صلى الله عليه وسلم

01 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أمر الله بطاعة نبيه، فهو المثال الحي، والواقع المعيش لآيات القرآن الكريم، وهو النموذج الواضح لمبادئ هذا الدين، فهو الأسوة الحسنة لمن رام أن يتأسى، وهو القدوة الصالحة لمن سلك طريق الآخرة، قال سبحانه:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب: 21]. ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فما من أمر أو نهي، وما من إرشاد أو توجيه إلا من عند الله سبحانه، أوحى به إلى رسوله، ولذلك كان الأمر الإلهي: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر: 7].وجعل الله سبحانه دليل محبته في اتباع أمر رسوله، والانقياد لشريعته، والإذعان لمبادئ دينه، وإلا كانت المحبة ادعاءً، وكان الإيمان زيفًا: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } [آل عمران: 31].ومن ثمار هذا الاتباع أن يدخل الله المتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم في رحمته، وأن يشملهم بعطائه ومنته، فقال سبحانه: { وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [النور: 56].إنه طريق الهداية لمن رامها، وإنه لسبيل الإيمان لمن بحث عنه، وإنه لدليل الحق لمن اتبعه، فما على من رام الآخرة إلا طاعة الرسول، وما على من ابتغى الهدى إلا اقتفاء أثره:{ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } [النور: 54].ذلك أن من أطاع النبي صلى الله عليه وسلم، إنما يطيعه طاعة لربه، واتباعًا لمنهجه، وسيرًا في ذلك الطريق الذي جُعل الرسول صلى الله عليه وسلم هاديًا إليه، ودليلا عليه.{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } [النساء: 80].ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدعو المؤمنين إلى رذيلة، ولا يحضهم إلا على كل فضيلة، لا يأمر أتباعه إلا بما يصلحهم في دنياهم، وما يعينهم على تحصيل زادهم في أخراهم:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24].بل جعل الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أوْلى بكل مؤمن من نفسه التي بين جنبيه، فلا ينبغي أن ننازعه أمره، وإن خالف ذلك أهواءنا ورغباتنا؛ فـ { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6].وهذه الطاعة ليست نافلة من القول، أو تطوعًا من النفس؛ بل هي من شرائط الإيمان الذي لا يتحقق إلا باتباع الرسول فيما أمر، قال سبحانه:{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب: 36].