19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جاء مجير الدين الحنبلي في أواخر العهد المملوكي فجدد التأكيد على أن المسجد الأقصى لا يقال له "الحرم"، وإن كان قد استخدم هذه الكلمة في مواضع للإشارة الى وظيفة "ناظر الحرمين الشريفين"، ويقصد بهما مسجدي القدس والخليل، وهي وظيفة تعززت في هذا العهد الذي شهد إنهاء الحروب الصليبية في الشام، وتعني الإشراف على المسجدين والعناية بهما من جميع الجوانب.وفي كتابه المرجع "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، عني مجير الدين الحنبلي بذكر تاريخ المسجد الأقصى المبارك في القدس، والمسجد الإبراهيمي في الخليل، باعتبارهما أهم مسجدين في منطقة بيت المقدس وفلسطين. ورغم اشتهار التسمية الخاطئة لهما بالحرم بين بعض العامة في عصره، من باب التشريف لهما، إلا أنه لم يستخدمها، بل بيّن خطأها فيما يتعلق بالأقصى.غير أن مجير الدين، في هذا الكتاب المرجع، كثيرا ما عطف "المسجد الأقصى" بعمومه على "قبة الصخرة" خاصة، من باب عطف العام على الخاص، اهتماما بشأن القبة، فمثلا، يقول: "بناء عبدالملك بن مروان لقبة الصخرة الشريفة وبناء المسجد الأقصى"، و"ابتدأ ببناء قبة الصخرة الشريفة وعمارة المسجد الأقصى الشريف.."، و"كان الفراغ من عمارة قبة الصخرة والمسجد الأقصى.."كما استخدم مجير الدين لفظا قريبا من اسم "المسجد الأقصى" وهو "الجامع الأقصى" للإشارة إلى جزء خاص منه، وهو المصلى الرئيسي في صدره عند القبلة، وذلك في عدة مواضع بكتابه، منها حديثه عن صفة المسجد الأقصى في عصره، ومنها قوله: "وللمسجد الأقصى ايضا عدة أئمة بداخل الجامع الأقصى وبمغارة الصخرة وعند أبواب المسجد."وقد أدى هذا الاستخدام لعبارة "الجامع الأقصى" لوصف المصلى الرئيسي في المسجد الأقصى، وكذلك هذا العطف الموهم للتغاير وللتباين بين "المسجد الأقصى" وقبته "قبة الصخرة" إلى تعزيز المفهوم الخاطئ لدى عدد من الباحثين منذ أواخر الدولة العثمانية حتى يومنا هذا بأن هذا المصلى الرئيسي هو كل المسجد، وبأن القبة ليست من المسجد، وبأن كلا منهما جزء مما يسمى "الحرم الشريف"!كان مجير الدين نفسه قد نبه في آخر وصفه للمسجد الأقصى في عصره إلى أن: "المتعارف عند الناس أن الأقصى هو الجامع المبني في صدر المسجد من جهة القبلة الذي به المنبر والمحراب الكبير، وحقيقة الحال ان اسم الأقصى هو لجميع المسجد وما دار عليه السور." ويبدو أن هذا التنبيه لم يكن كافيا، فلقد كان الأجدر أن يستخدم اسما مميزا للمصلى (الجزء) عن المسجد (الكل) خاصة وأن الكثيرين في عصرنا الحالي لا يكادون يفرقون بين المسجد والجامع.