28 أكتوبر 2025
تسجيلنعم نقولها وبصوت عال تهتز له الأركان، عملاق يا سيدي، في كل شيء وفي جميع خصالك. في تواضعك وفي حكمك وفي ابوتك وفي حبك لشعبك وفي حب شعبك لك. وقلما يأتي في هذا الزمان حاكم يملك من الصفات ما تملكه أيها الأمير الوالد. حكمت قطر ما يقارب الثمانية عشر عاما مرت بسرعة السهم ولكنها تركت بصمة واضحة سجلها التاريخ وسيذكرها الأبناء والاحفاد على مر الزمان ولن ينسى الشعب القطري أبدا فترة حكم الأمير الوالد سمو الشيخ حمد اطال الله في عمره وحفظه، فقد كان اسطورة في زمن قلت فيه الأساطير، قاد سفينة قطر وخاض بها بحار التقدم والحضارة والتطور حتى كادت هذه السفينة أن تتفوق على اعظم الدول حضارة وتقدما، فقطر من دولة صغيرة لاتعرف اصبحت في عهد سيدي الشيخ حمد بلدا حضاريا يعرفه القاصي والداني، وأصبحت قطر تنافس الدول المتقدمة في كل ميادينها. ناهيك عن مستوى الرفاهية الذي نعم به الشعب القطري في ظل سمو الشيخ حمد الذي عرف بحبه لقطر ولشعب قطر. تنازل الأمير عن الحكم وهو في قمة عطائه وقوته ليثبت للعالم أجمع ان القيادة لم تكن له مطمعا في يوم من الايام ولا غاية، وليس ذلك بغريب على سمو الشيخ حمد الذي تميز بالإيثار دائما والذي جعل نصب عينيه دائما مصلحة قطر وشعبها فوق أي اعتبار، فقد رأى بعينه الثاقبة وعقله الحكيم ان جيل الشباب قد جاء دوره في الحكم ولابد أن يتسلم قيادة السفينة القطرية. ويسير بها إلى بر الأمان كي يكون خير خلف لخير سلف. وقد سطر بهذا التنازل وبهذه المبادرة اسمى انواع الأساليب الحضارية، والتي لم نرها او نسمع بها بين الشعوب العربية او العالمية. في زمن كثرت فيه الصراعات والثورات على الحكم والحكام وتمسك هؤلاء الحكام بالحكم والذي بلغ بعضهم من العمر عتيا ولم يعد قادرا على القيادة ومع ذلك تمسك بكرسي الحكم. وهنا في قطر تلك الدولة الفتية يتنازل الأمير الوالد وهو في عز عطائه وقوته عن الحكم بإرادته ليقول للعالم اجمع ان قطر هنا وان لكل زمان رجاله وحكامه فقد آن الاوان لقيادة الشباب كي تتوافق مع مواكبة العصر. فهنيئا لقطر بالأمير الوالد حمد والذي كان سباقا بهذه المبادرة الكريمة. نحن هنا في قطر نبكي حمد ولكن عزاءنا ان سمو الشيخ تميم حفظه الله وابقاه تخرج من مدرسة هذا الشيخ العظيم الذي عجزت النساء أن تنجب مثله، فليحفظ الله سمو الشيخ تميم ويسدد خطاه ويرزقه البطانة الصالحة.