10 سبتمبر 2025

تسجيل

القيادة الأوتوقراطية

01 يونيو 2023

الأسلوب السلطوي أحد سمات القيادة الأوتوقراطية الذي يتطلب من شخص واحد اتخاذ جميع القرارات للآخرين دون أي مشاركة أو مشورة، وهذا النوع من القيادة نراه في الظروف العسرة أو اللحظات الأخيرة المفاجئة والمواقف التي تحتاج قرارا سريعا حاسما لحل الموقف. في الإدارة الأوتوقراطية أو ما يسمى بالاستبدادية، هناك قائد محدد يتمتع بالسلطة والقوة المطلقة التي يجب أن يظهرها للجميع، قاسٍ متسلط مستبد، لا يراعي العلاقات الإنسانية، لا يوجد تحت إدارته ما يسمى بفريق عمل، يتحمل توزيع وتخصيص مهام ومسؤوليات العمل، وهو من يتخذ القرارات ويضع المقترحات ويحل المشكلات من واقع خبرته ومعتقداته الشخصية الخاصة، فكل ما يقرره ينفذ، لا يصرّح معلومات عن قراراته وخططه المستقبلية، يقرر وينهي بنفسه، فهو الآمر الناهي المسيطر، يتدخل في كل الأمور ويستخدم سلطة العقاب والتهديد، لا يثق في الموظفين ولا يمنحهم فرصة لتقديم اقتراح أو حتى إجراء ولا يملكون حق النقاش في القرارات والأعمال، ينتقد مباشرة بطريقة غير بنَّاءة مما يقلل ويؤثر بشكل سلبي على التواصل والاتصال، لذلك مناخ وقيادة بيئة العمل تكون بعيدة كل البعد عن التجدد والابتكار والتحفيز الإيجابي، مع الإدراك بأنه لا يوجد ما يسمى بالمكافأة والمنح أو حتى تقدير للموظفين لرفع الروح المعنوية، فالقائد هنا يسعى في مجال الترقية والتطوير فقط لنفسه دون التفكير في موظفيه، فهو قائد أوتوقراطي أناني يتسم بـ "الأنا" ويحب أن ينسب كل الأفكار والإنجازات لذاته، وهذه النوعية من الإدارة الديكتاتورية المستبدة تستنزف الطاقة نوعاً ما وتشكل ضررا وآثارا سلبية على العطاء والإنتاجية. قد يخفق القائد المستبد في نهاية المطاف وذلك بتسرعه بإصدار القرارات دون تأنٍّ وتفكير وفشل الاندماج مع الموظفين، وسلطة اتخاذ القرارات دون تدخل آخر ولا يحقق أهداف جهة العمل على المدى الطويل، وعلى الرغم من هذه الخصائص، هناك العديد من الحالات التي يعمل فيها أسلوب القيادة الاستبدادية بشكل أفضل، على سبيل المثال، عندما تكون الشركات ذات هيكل تنظيمي صغير وفي بداية مرحلة التطور والموظفون ذوي خبرة قليلة في المشاريع وسير العمل ومشاركتهم ستؤدي إلى مماطلة وتأخير في اتخاذ القرار الذي قد يكون ذا مردود عكسي على الشركة، لذلك يتطلب الموقف مديرا أوتوقراطيا يقدم على اتخاذ قرارات سريعة أو مصيرية وتوجيهات فورية لتحقيق الربح والنجاح، ومهما كانت النتيجة، ستقع على عاتق ومسؤولية المدير وهو من يتحمل حصيلة هذا القرار. ولكن، هل القيادة الأوتوقراطية تحقق لنا نتائج إيجابية أم هناك فرص للخطأ؟ يجب أن ندرك بأن القائد الأوتوقراطي يكتسب هذه النوعية من القيادة من تاريخ ونشأة الطفولة وذلك من خلال العقاب والأوامر والتهديد من قبل الوالدين، لذلك القرارات تصدر بناء على أفكاره الخاصة فقط دون الاستماع إلى الموظفين أو مشورة الآخرين من ذوي الخبرة، وهذا الأسلوب يعمل بشكل أفضل في المواقف التي يكون فيها تنفيذ السيطرة المطلقة في وقت الأزمة أمرا ضروريا لا مفر منه، فنحن نتطلع إلى القائد في تلك المواقف في اتخاذ القرارات الصعبة وتنفيذ الإستراتيجية بتركيز دون اهتزاز. لذلك هو بحاجة إلى تطوير الخبرة والمعرفة بعمق ليكون مستبداً فعالاً، فبدون هذه السمات، يمكنه بسهولة أن يفشل في تأسيس أسلوب القيادة الأوتوقراطية. يجب الإدراك أن هذا الأسلوب القياديّ لا يصلح للجميع، وبرغم عيوبه إلا أنه يمكن أن يكون مفيداً عند استخدامه بشكل صحيح، لذلك إذا كنت تريد النجاح كقائد فيجب أن تعتمد أفضل أساليب القيادة. القائد الفعَّال والماهر بإمكانه توظيف القيادة الأوتوقراطية بطريقة ذكية عندما يتطلب الموقف ذلك ويحتاج تحقيق النتائج بأقصى سرعة بغض النظر عن الطريقة باعتباره الملاذ الأخير لجني ثمرة الرؤية المتوقعة بعيداً عن الاستبداد. كقياديّ، لكي يكون لديك فريق عمل متعاون وناجح ويعمل بمصداقية، ويسعى لتحقيق الأداء المميز والرؤية المستقبلية للمؤسسة أو الشركة بأفضل النتائج، يجب أن تمنحهم الثقة وتكون ملماً بثقافة الروح المعنوية لفريق العمل ودعمهم لتحقيق الهدف المراد الوصول إليه، والاستماع لأفكارهم بتركيز لزراعة النجاح وجني الحصاد والاحتفال بإنجازات الفريق، وبلا شك بمجرد غياب القائد الفعال، يتعطل سير الأمور والعمل.