18 سبتمبر 2025

تسجيل

انتخابات الشورى بين الواقع والمأمول

01 يونيو 2021

يمر وطننا الغالي هذه السنة بمرحلة جديدة من مراحل مسيرته الديمقراطية، والتي عمل جاهداً خلال السنوات الماضية على تعزيزها وتمكينها بكل السبل التي قد تساعد مواطنيه على الوصول إلى أعلى مستويات المشاركة في الرأي، وتعزيز شعور المواطنة المسؤولة بالمشاركة في تلبية الاحتياجات الوطنية، وفي جل الأمور التي من شأنها المساهمة في رفعة الوطن وتطوره ورقيه. وكما يعلم الجميع أننا على أعتاب خوض تجربة مبشرة بدخول غمار المشاركة في صياغة القرار الوطني، وتحمل المسؤولية الحقيقية فيما يخص مستقبل كل من الوطن والمواطن، فبلا شك أن الهدف من هذه الانتخابات هو اكتمال أركان الحياة السياسية بسلطاتها الثلاث (التشريعية، التنفيذية، القضائية) لملامسة الحاجات والآمال والتطلعات التي يشعر بها المواطن، والتي ستساهم السلطة التشريعية بدون شك للمساهمة في إيجاد حلول لها، لتتواءم مع التغيرات التي يعيشها العالم من حوله على الصعيد الخارجي، وعلى مجتمعه في الصعيد الداخلي من مشكلات وسبل حلها، ومن متطلبات مستجدة وكيفية تلبيتها وتعديلها على مستوى القوانين والتشريعات، بما يصب في مصلحة المواطن ولا يتعارض مع المصلحة العامة، وتبقى الغاية الأسمى هي مصلحة الوطن أولاً، وهذا يوجب على المواطن أن يحترم ما يوجبه حق المواطنة عليه في وطنه، وعلى منفذي تلك التشريعات الالتزام بما تنص عليه قوانين ودستور الوطن وأن يراعوا ويعدلوا ويطبقوا ما من شأنه أن يساهم في تسهيل أمور الحياة على المواطن، ويساعد على تطويره وخدمته فهم يعدون بما وصلوا له من شرف تمثيل للوطن، فهم صوته وفعله، فلا يجب أن يتعدى المواطن على حق الوطن ولا الوطن يجب عليه أن يتعدى على حقوق مواطنيه، ومن هنا يجب على الجميع أن يميز ويلاحظ أن نجاح هذه التجربة يعتمد على جميع المواطنين، فكل يجب أن يكون أميناً في استعمال صوته وحقه في التصويت، لمن سيكون ممثلاً له في المرحلة القادمة، ويجب أن يكون متأكداً من أن المرشح الذي قام بالتصويت له ليست له أهداف خاصة به بعيدة كل البعد عن الهدف الأسمى لهذه الانتخابات، وألا ينجرف الناخب إلى الشعارات الرنانة ولا إلى أي نوع من أنواع التحيز والتمييز، فيجب ألا تكون الانتخابات منحازة إلى عائلة ولا إلى قبيلة ولا إلى عرق أو طائفة، وبما أننا لسنا في معزل عن عالمنا الخليجي والعربي والإسلامي علينا أن نكون حكماء، ولا نكتفي فقط بأن نكون عقلاء، فالحكيم لا يقع في خطأ غيره، بل أن يأخذ العبر مما يحدث للآخرين فيتجنبها. ومن هنا يجب علينا أن نعلم أن الوصول إلى مجلس الشورى يجب ألا يستند إلى أي هدف أو غاية، بل يجب علينا أن نختار كناخبين المرشح الأمثل للوصول إلى المجلس، وتمثيلنا أمام جميع من هم في المجلس، وإيصال صوتنا، وتحقيق أهدافنا وآمالنا وطموحنا. وهنا علينا التأكيد على أن ما سنقوم به من أخطاء مهما كان دافعها فإنها ستعود بالضرر علينا وعلى الوطن وعلى أبنائنا في المستقبل، وذلك من خلال ما قد يتم اتخاذه من مواقف وقوانين قد لا تصب في مصلحة الوطن ولا مصلحة المواطن وبالأخص المواطن البسيط. فواقعنا مرير إذا نظرنا إلى من سبقونا في خوض مثل هذه التجربة، فمنهم من انقسمت آراؤهم ورؤاهم، ومنهم من تعارضت أهدافهم مع أهداف الوطن، ومنهم من استغل حاجات الآخرين للوصول إلى أهدافه وتحقيق غاياته، وأملنا عدم إيصال مثل هؤلاء لقبة المجلس، وألا نكون نحن سبباً في إيصالهم إلى تحقيق أهدافهم وغاياتهم الخاصة. نعم نطمح ونتطلع لنسبة تمثيل شعبية أكبر مما سوف يبدأ به المجلس في دور انعقاده القادم، ولكن لا نريد أن نرفع سقف طموحاتنا في فترة مبكرة، حتى نتأكد من أننا سنقوم بما يجب علينا القيام به تجاه هذه المرحلة المهمة من تاريخ الوطن. وفي الختام آمل من الله العلي القدير أن ييسر ويسهل أمور الانتخابات القادمة وأن ترتقي إلى ما أسست من أجله، وأن نتخطى تجارب الآخرين، فتكون هذه الانتخابات كما هو مأمول منها، وألا يكون الواقع عائقاً لها. [email protected]