13 سبتمبر 2025
تسجيلواحدة من أكبر المشكلات التي أعاني منها كصاحب عمود صحفي هي أنني صرت محروما من مطالعة الصحف والمجلات، فقد صرت التزم بالجلوس في بيت الطاعة خوفا من الكورونا، وفي المرات القليلة التي كنت أخرج فيها الى الشارع لشراء صحف من أقرب تقاطع طرق الى بيتي صرت أفاجأ بانها نفدت وان اقتناء الصحف صار بنظام من سبق لبق أي من يأتي مبكرا الى التقاطع يحصل على الصحف لأن الكمية المعروضة للبيع أصلا قليلة، ويفاقم حرماني من الصحف انني لا أحب مطالعة نسخها الإلكترونية، لأنني دقة قديمة واحب الورق ورائحته، وهذا الحرمان من القراءة يحرمني كثيرا من تعزيز ارشيفي من قصاصات الصحف الذي اعتمد عليه في استنباط المواضيع التي أخوض فيها. عثرت في أرشيفي على واقعة تتعلق عن المواطن المصري الذي اشترى خبزا من "الفرن".. بالمناسبة فإنني أثناء وجودي في الخليج أشتري الرغيف من "المخبز" وعندما أذهب الى السودان أشتريه من "الفرن" وكنت أشتريه من قبل من الطابونة، ولكن جيلا كاملا من السودانيين صار لا يعرف تلك الكلمة ذات الأصل التركي التي كنا نطلقها على المخبز المهم ان ذلك المصري وجد في رغيف الخبز فأرا، وصرخ ورمى بقطعة الرغيف أرضا، ولا يعني هذا أنه جبان، فمن الطبيعي أن تصرخ لو صببت لنفسك كوبا من مشروب غازي ووجدت صرصارا طافحا فيه. المشكلة الأكبر أن ذلك الفأر كان ب"يمشي".. نعم خرج من الرغيفة ومشى مبتعدا عنها. معه حق في أن يصرخ أم لا؟ ثم اتضح أنه ليس "فأر"، بل أنثى الفأر، يعني فأرة!! وكيف تقدر تميز بين الإناث والذكور من الفئران في زمن صار فيه التمييز بين الأولاد والبنات يتطلب فراسة عالية؟ ما حصل يا جماعة هو أن الفأرة تلك خرجت من الرغيفة ومشت بضع خطوات ثم فرملت (وبالعربيزي - أي كوكتيل العربي والإنجليزي- الخليجي ضربت بريك)، وسبب التوقف أن الطلق داهمها وأنجبت أمام صاحبنا أربعة بيبيات حلوين. وودت لو عثرت على رقم هاتف صاحبنا التعيس الذي اشترى رغيفا حاملا بفأرة حاملة بأربعة فئران، كي أعزيه في مصابه في الرغيف، ثم أبارك له التوائم الأربعة. كالا فيليتسيتي أمريكية من مدينة لوس أنجلوس ذهبت ذات يوم الى مطعم للوجبات السريعة وطلبت بيتزا بلحم الدجاج، وأثناء الأكل أحست بشيء ينغرز في حلقها، وتم نقلها الى المستشفى، حيث أجريت لها جراحة عاجلة، بعد أن تبين أن قطعة من الدجاج في البيتزا كانت ب"عظم"، والأمريكان لا يعرفون ان خير اللحم ما جاور العظم، فرفعت دعوى قضائية ونالت تعويضا قدره 2,5 مليون دولار. سبحان الله فالدجاجة على بعضها بدولارين، وفسفوسة من عظمها يساوي مليونين ونصف المليون دولار!! حقيقة الأمر هي أن المبلغ يعكس قيمة ابن آدم أمام القضاء الأمريكي الذي ألزم المطعم والجهة التي زودته بالدجاج بتعويض السيدة عن معاناتها، (أفكر في زيارة أمريكا وأدخل مطعما وفي جيبي مسمار صدئ وأحشره في بيرغر وأعيط.. وأدخل في غيبوبة طوعية، وأعود من هناك مليونيرا)، ولو لجأ صاحبنا المصري أبو رغيف أبو فأرة الى القضاء ل"راح فيها" بتهمة البلاغ الكاذب أو "إشانة سمعة الاقتصاد الوطني"، ولو كان أمريكيا ويعيش في أمريكا لأخضعوا الرغيفة والفئران لفحوصات دقيقة ثم أنزلوا أشد العقوبات على "الفرن"!! وانتقل من مصر الى الجزيرة العربية لنطالع حكاية الخليجي الذي ادخل بطاقته في جهاز الصراف الآلي وحدد المبلغ الذي يريد سحبه فطلع له فأر ثم نقود تالفة.. وقلت إنه لو اشتكي للبنك لطلبوا منه احضار الجاني (الفأر) أو عينة من مخلفاته للفحص الجنائي وبعد ثبوت أن الفأر هو الذي أتلف النقود الورقية كان البنك سيحيل الأمر للبلدية بوصفها الجهة المسؤولة عن مكافحة الفئران. والحصول على تعويض من نتنياهو أسهل من الحصول على تعويض من "البلدية" ما لنا سوى أن نصبر ونحتسب [email protected]