12 سبتمبر 2025

تسجيل

ما أعظم أسلوب لراحة النفس (3)؟

01 يونيو 2016

من اعظم النعم التي انعم الله تعالى بها علينا نعمة الاسلام ففي تعاليمه علاج لكل مشكلة وراحة من كل عناء الدنيا. لقد عجزت كل علوم الطب والعلاج النفسي عن ان تجد علاجاً ناجحاً شافيا مائة بالمائة لكل الأمراض، نعم هناك ادوية تحسن وتعالج الأمراض والاضطرابات النفسية وهناك العلاجات النفسية المشهورة مثل العلاج السلوكي والمعرفي والعلاج المتمركز حول العميل والعلاج بالمعنى اضافة إلى علم النفس الإيجابي لكنها كلها وبرغم قوتها تقف احيانا مكتوفة الايدي أمام بعض الأمراض النفسية المستعصية، وتقف احيانا حائرة امام بعض ظروف الحياة التي تكون احيانا قاسية للغاية ويصعب على بعض البشر ان يتحملها مثال ذلك ما يحدث من كوارث طبيعية او حروب يجد المرء نفسه أمامها وقد فقد كل أهله وماله وبيته وفي الظروف العادية هناك من يتعرض لفقد عزيز له او ربما تعرض لظلم شديد لا يستطيع ان يدفعه عن نفسه عندها لن يجد الانسان حلاً ناجحاً لمثل تلك الالام إلا الاستسلام لقضاء الله تعالى والرضا التام واحتساب الآجر والثواب العظيم عنده سبحانه. ومن العبادات التي تعين الإنسان على مواجهة تحديات الحياة بكل قوة " الصلاة " حيث يقف الانسان أمام ربه يسبحه ويمجده ويتلو آياته بخشوع وتدبر، فمن يصلي الصلاة على وقتها ويحسن اركانها الظاهرة والباطنة سيشعر بسكينة ما بعدها سكينة وستطمئن نفسه وتسكن جوارحه عندها سيشعر المصلي وكأنه قد تزود بزاد لا يقدر بثمن وسيشعر براحة من الصعب ان يجدها في غير الصلاة مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم " ارحنا بها يا بلال "، و" جعلت قرة عيني في الصلاة " او كما قال عليه السلام ويجد المؤمن سلواه وعزاءه في سماع القرآن الكريم وتلاوة آياته اناء الليل واطراف النهار. وقد حثنا ديننا الحنيف على الاكثار من اخراج الصدقات وفعل الخيرات، فالإنسان مفطور على حب عمل الخير ومن الامور التي تجعله يشعر بحظ وافر من السعادة ان يعرف في قرارة نفسه انه خيرِّ — (بالياء المشددة) — والمسلم يعلم ان من احب الاعمال إلى الله تعالى ان تمشي في حاجة أخيك المسلم وانه كما قال عليه السلام " انا وكافل اليتيم كهاتين ". ومن جرب منا ان يتصدق ولو بتمرة او يعين صاحب الحاجة الملهوف يعلم علم اليقين انه يجد حلاوة هذا العمل في الحال وفي نفس الوقت ينتظر الاجر الجزيل من رب كريم. لنتواصى جميعا بالعودة إلى الله تعالى ولزوم طاعته لنحصل في الدنيا على الراحة والسعادة والتوفيق وفي الآخرة على رضاه سبحانه والجنة.