16 سبتمبر 2025

تسجيل

العراق.. بين (الدعشنة) و(الفرسنة)؟

01 يونيو 2016

كرنفال الرؤوس المقطوعة!، ومهرجان الجثث المسلوخة والمحترقة كان هو العرض الأبرز لمعارك الفلوجة التي تريد بعض الأطراف الطائفية المتوحشة في العراق استغلالها لتمرير حملات انتقام طائفي صرفة وكريهة استجابة لنداءات الثأر الدموية المتخلفة، فتهديدات قادة الميليشيات الوقحة بإبادة الفلوجة وأهلها واعتبار كل من يقيم في الفلوجة (دواعش) يستحقون الإبادة وهي المعزوفة الكريهة التي كانت بداية الحملة الحكومية الميليشياوية لطرد تنظيم الدولة من المنطقة، هي بمثابة إعلان حرب طائفية واضحة!، وهو سلوك لا يمكن للحكومة العراقية أن تدافع عنه مهما كانت المبررات. فالشيخ (آوس الخفاجي) زعيم عصابة (أبي الفضل العباس) الشهيرة التي كانت لها صولاتها في الساحة السورية، لا يمثل نفسه وفصيله فقط، بل إنه جزء من منظومة الحشد الشعبي المرتبطة بقيادة رئيس الحكومة والقائد العام حيدر العبادي!. وأي تصرف أو تصريح لا ينطلق جزافا أو من دون أجندة تقف خلفه!، وقد بات واضحا إن إصرار الميليشيات الطائفية على (دعشنة) مخالفيها واعتبارهم دواعش يستحقون الإبادة الجماعية!، إنما هي صورة نمطية تعكس أخلاقيات وتوجهات قادة العصابات الطائفية، وليس قادة التحرير الوطني من الإرهاب كما هو مفترض! حتى أن حيدر العبادي نفسه وهو القائد العام لا يستطيع إصدار أمر لأي قائد ميليشياوي بما يخالف قناعاته وهو ما اعترف به رسميا عبر القول إن هناك أكثر من 100 ميليشيا مسلحة سائبة لا تخضع لأوامره!!، ماذا يعني هذا التصريح الكارثي؟ إنه يعني ببساطة انطلاق أفعال الثأر الانتقامية، وانهيار منظومة الضبط والربط العسكرية، وبالتالي سيادة الفوضى التي تؤسس لانقسامات وطنية على مستوى العراق ستعجل بتفجير كل شيء!، وبما سيهدم المعبد العراقي على رؤوس الجميع. وهو الأمر الذي حذر منه كل الحريصين على دماء العراقيين، فهنالك مخطط إقليمي واضح المعالم يستهدف بشكل خاص (فرسنة) العراق وجعله تابعا بشكل كامل ومصيري للنظام الإيراني، عبر تكتيك تقوية الميليشيات الطائفية وربطها بقيادة حرس الثورة الإيرانية، بل إن المبالغة بالترحيب بمشاركة قيادات الحرس الثوري الإيراني في المعارك كما حصل مع اللواء قاسم سليماني (قائد فيلق القدس) واعتباره محرر العراقيين!! يدخل ضمن أسلوب تكتيكات الحرب النفسية وبهدف مركزي محوره تنفيذ رغبة النظام الإيراني الواضحة والمعلنة باعتبار فصائل وفرق وتجمعات الميليشيات والحشد الطائفي بمثابة جهاز (الحرس الثوري العراقي)!! الذي يسعى الإيرانيون في سباق واضح مع الزمن من أجل إقراره رسميا وبما يشكل البوابة الحقيقية لأكبر إنجاز عسكري إيراني يكمل جهود 37 عاما من البناء التراكمي في التعبئة والتحشيد والتبشير والتأسيس لمؤسسات عسكرية ثورية مرتبطة بقيادتها العامة في طهران ولا تأخذ أوامرها من حكوماتها بل من (عين المقر)!. هذه الخطوة إن تحققت ستشكل ضربة قاصمة ومميتة لمنظومة الأمن القومي العربي، وبما يدعم مخطط (فرسنة) العراق بعد تشظيه طائفيا وجعله مرتبطا بالدائرة الإيرانية مصيريا.. خصوصا وأن القادة الميدانيين من العراقيين موجودين ويعملون جهرا وعلانية وللأسف فإن السباق بين (الدعشنة) و(الفرسنة) هو جزء واضح من صورة الوضع العراقي الدامي المؤسف!