12 سبتمبر 2025

تسجيل

معجزة السيسي القاتلة

01 يونيو 2014

انتخابات السيسي- صباحي، في مصر والتي أطلق عليها "انتخابات رئاسية" لم تكن أكثر من "حفلة زور" علنية وفجة، تفتقر لمستوى مقبول من "التلفيق".يمكن أن نبني المشهد على النحو التالي: في اليوم الأول والثاني من هذه الانتخابات المزعومة قاطع المصريون الانتخابات بطريقة دفعت "قطعان الإعلاميين الانقلابيين" إلى الهياج وشتم الشعب المصري كله ووصفه على الهواء بأنه "متخلف ومش متربي"، ودفعت كل الصحافة الانقلابية إلى الولولة والنواح، إلا أن المفاجأة جاءت بسرعة بتمديد هذه الانتخابات يوما ثالثا للبحث عن حل للمقاطعة الشعبية الواسعة لهذه الانتخابات الوهمية، وبقدرة قادر، وبطريقة أقرب إلى أفلام الخيال العلمي و"الأكشن"، ارتفعت نسبة المشاركين من 8% إلى 48%، وحصد عبد الفتاح السيسي أكثر من 23 مليونصوت تشكل نسبة 97% من المصوتين، في حين لم يحصل منافسه في اللعبة حمدين صباحي إلا على 700 ألف صوت.هل هذا معقول؟ وهل هذا ممكن في عصر الفضاء والإنترنت والفيسبوك وتويتر ويوتيوب وواتساب؟ كيف تم إقناع الشعب المصري بالتراجع عن المقاطعة في اليوم الثالث والإدلاء بصوته؟ بالطبع هذا غير ممكن من الناحية العملية إلا إذا حدثت معجزة!، وهذه المعجزة حدثت فعلا.. بالتزوير والكذب والتلفيق.إذا تجاوزنا قصة المشاركة المزعومة لنصف الشعب المصري بالتصويت، فكيف تسنى للسيسي أن يحصل على 23 مليون صوت، وهي بالمناسبة تعادل الأصوات التي حصل عليها المرشحان الدكتور محمد مرسي وأحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية الشرعية قبل الانقلاب، فقد حصل مرسي على 12 مليون صوت وشفيق على 11 مليون صوت، لكن السيسي أبى إلا أن يحصل على مجموع أصوات مرسي وشفيق معا، فهل هذا ممكن من الناحية العملية؟وهل يتفق هذا الرقم مع المقاطعة الواسعة التي طارت بها الأخبار في كل مكان؟ إذن كيف حدث ذلك؟ الإجابة البسيطة هي التزوير ولاشيء غير التزوير، فهي معجزة السيسي ومن معه من العسكر والفلول الانقلابيين. ثم كيف خسر صباحي ملايين الأصوات التي سبق وكسبها في الانتخابات السابقة رغم المنافسة الشرسة مع مرشحين أقوياء؟ هل يعقل أن يغير الناس آراءهم بصباحي بعد عام واحد رغم أنه لم يكن في الحكم ليخسر شعبيته؟ هذا من حيث الشكل، أما من حيث المبدأ فإن هذه الانتخابات لا قيمة لها من الناحية العملية، فهي انتخابات غير شرعية لشرعنة انقلاب، وهي غير شرعية في ظل وجودرئيس شرعي منتخب هو الدكتور محمد مرسي الذي لم يقدم استقالته ولم يتنازل ولم يتنح، وبالتالي فهو من الناحية القانونية والدستورية لا يزال الرئيس الشرعي المنتخب، مما يجعل من السيسي معتديا ومغتصبا لمنصب مشغول أصلا.لن يستطيع السيسي، الذي حشدت له الكنيسة القبطية والفلول والدولة العميقة ورجال الأعمال والإعلاميون الفاسدون والجنرالات الانقلابيون، أن يحكم مصر التي لا تزال تعيش مخاض الثورة، وهذا واضح من التحدي الذي تشهده الشوارع والميادين، ليلا ونهارا، وبلا توقف منذ عام تقريبا، وهو لن يستطيع أن يحكم سيطرته على مصر التي تغرق في الفقر والبطالة والفساد والأزمات المتتالية، والشيء الوحيد الذي سيلجأ إليه هو القبضة الأمنية، واستخدام المزيد من العنف والقتل والاعتقال والتعذيب، ودفع مصر إلى مصاف الدول الفاشلة وإغراقها في المزيد من الأزمات.السيسي وصفة مصر القاتلة، أنه السم الزعاف الذي سيقتل مصر والمصريين، وسيحيل حياتهم إلى عذاب، وسيدفع الملايين منهم للهجرة بعيدا على الجحيم، فهذا العسكري الطامح بالسلطة والمتعطش لها والممول بأموال خليجية سيقود مصر إلى الخراب.