11 سبتمبر 2025
تسجيلدخول حزب الله اللبناني على خط الصراع في سوريا ليس ذكيا وهو خيار غير ضروري لأن ذلك ينطوي على انصراف عن إستراتيجية المقاومة وتشويهها وجرّها إلى ويلات صراع ينتهي في صالح العدو الصهيوني، وذلك في الوقت نفسه يتوسع بالمعارك ويتجه بها إلى مسار طائفي ومذهبي تترتب عليه أضرار أكبر من الضرر الصغير وهو أن يقاتل الأسد ونظامه حتى ينتهي الأمر بإزاحته، فيما تحتفظ المقاومة بقوتها لتحقيق أهدافها التي تعمل من أجلها. معارك حزب الله في القصير والسماح لمقاتليه بنصرة الجيش السوري لا يمكن أن يكون إضافة للمقاومة وسندا لظهرها، وإنما كسر لها، وتعزيز للفكرة الطائفية في الصراع، ولذلك فإن المشاركة في الصراع خصم على الحزب وكشف لهويته المذهبية التي كان يمكن التقاضي عنها وهو يقاوم ويقاتل الاحتلال وينتصر للأمة بكل أطيافها، ولا يتصور أن يكون بعد الآن هناك متعاطف مع الحزب ولن تتوفر له المصداقية الكافية وهو يشارك في قتل الشعب السوري. ربما تكون تلك بداية النهاية لكسر الظهر بصورة حقيقية وليست في الإطار المعنوي، فليست سوريا وحدها التي تقاوم أو أنها في خط المواجهة دون غيرها من مكونات أمتنا السياسية والقومية، وفي حرب يوليو 2006م وجد الحزب تعاطفا وسندا من كل الأمة، وأسهمت كثير من الدول في دفع كلفة الحرب وإعادة بناء ما هدمته، وكانت لقطر مواقفها المشهودة في تعمير بنت جبيل، فماذا فعلت سوريا؟ مهما كان ما قدمته من بعض الأسلحة فإنه لا يساوي وقفة العالمين العربي والإسلامي مع المقاومة، وذلك هو السند الحقيقي الذي لم يره السيد نصر الله حين يرى أن سوريا فقط سنده. سوريا الأسد تتجه إلى مزبلة التاريخ إن لم يكن اليوم فغدا، وإذا كانت قناعة نصر الله نهائية في أنها سنده، فهو لا محالة مكشوف قريبا ومكسور الظهر، وعليه أن يعيد حساباته ولا يخطئ فيها طالما أنه على خطوط النار وبحاجة لكل الأمة بجميع فئاتها وأطيافها ومذاهبها، معنويا وماديا، لأنه بلا شك يخسر كل شيء حين يراهن على سوريا الأسد التي ستتوارى في الأفق قريبا، وهي مسألة وقت، وحينها ستضعف المقاومة وتصبح بلا ظهر، فقط لخطأ بسيط في قراءة اللعبة واتجاه الريح.