حمامات المساجد

انتشرت لدينا ظاهرة جديدة وأعتقد منبعها الهند وشرق آسيا.. حيث إنك لكي تستطيع الدخول الى حمامات المساجد للوضوء يجب ان تكون حافي القدمين!!عمال النظافة في المساجد يتحكمون في دخول المصلين الى مكان الوضوء أو دورات المياة، حيث يقومون بغسل أرضية الحمامات ثم يبعدون الشباشب البلاستيك "النعل الزنوبا" عنها ويدخلونها الى دورات المياه.يأتي المصلي ليتوضأ وهو يلبس نعاله او حذاءه، فيجد عمال النظافة او غيرهم ينبهونه بأنه يجب عليه أن يخلع نعليه وإلا سيرمقونه بنظرات استغراب وكأنه داخل الى معبد وليس الى حمام!!في نفس الوقت نجدهم يسرفون في استخدام الماء للوضوء وخاصة في غسل الرجلين، فالبعض منهم لا يكلف نفسه باستعمال يده لغسل رجليه، وانما يغسلها وهو واقف غير مبال بكمية الماء التي يسرفها ولا ما يفعله من رش ملابس من بجواره من الجانبين..المهم لديهم المحافظة على أن تدخل حافيا وان تستخدم النعال المقطعة والتي تراها مكدسة داخل دورة المياه بعد أن تمشي حافيا على البلاط المبلل وتدعو الله ان يسلمك من الوقوع..إذا كنت تلبس حذاء فيجب عليك أن تخلعه وتخلع الجوارب وتتبع المذهب الذي ينتهجونه حتى وان كنت قد لبست الجوارب على طهارة!! والا ستتسخ جواربك من الأرضية المبللة والتي ينهك العمال انفسهم لجعلها كالمرآة في كل حين وكأنهم سوف يصلون عليها..ولا استبعد حصول ذلك في المستقبل، فقد يظهرون لنا ركعتن للوضوء في مكان الوضوء..وإن دخلت بالجوارب سوف تبلل وما سيتبعه من رائحة حين تدخل المسجد..إن تعديت مكان الوضوء حافيا واردت الدخول الى دورة المياه سوف تجبر على استخدام تلك النعال ذات المقاسات الغريبة والمبللة وتستخدمها بغض النظر عن حساسية البعض من رفضهم ارتداءها، حيث يستخدمها مئات الأشخاص، وهي تقبع بالقرب من المراحيض..ثم يخرجون ويتركونها بالداخل ويكملون السير حافين الى ان يصلوا الى مكان الصلاة.إذا كانت الصلاة تجوز حتى بالحذاء فلا اعرف لماذا التشدد في دخول الحمامات؟!ما يزيد على ذلك، أصبحوا يغطون مدخل المسجد ببساط يشعرك بأن تتركه نظيفا ولا تدوس عليه ويجب ان تخلع حذاءك بعيدا حتى تدخل المسجد..يذكرني هذا الأمر بما رأيته في بعض المساجد في اندونيسيا، فحين تريد ان تدخل الى المسجد يوجد امامك ممر مائي لا يمكن ان تتخطاه أو تقفز عليه.. فيجب عليك ان تنزل به لتغسل رجليك اجباريا.. بعدها إما أن تتوجه الى الحمامات لتتوضأ أو الى قاعة الصلاة..قد لا يضر ذلك لمن لا يلبس الأحذية والجوارب، كما هي عادة الناس هناك.. لكن ان تنتقل الينا عادات غريبة بها شيء من التشدد واتباع مذهب غير الذي نتبعه في هذه البلاد.. فهذا يحتاج الى مراقبة من الأوقاف وضوابط تريح المصلين وتسهل عليهم إمكانية الوضوء بكل سهولة واطمئنان، وإن كان هناك تشدد فارجو ان يكون في وضع صنابير للمياه تمنع الإسراف وتوقف تدفق الماء دون داع في كل حين.