14 سبتمبر 2025
تسجيلحلب تعرينا من الأخلاق والقيم والضمير والإنسانية والدين.. حلب تعرينا من كل شيء، حكاما ومحكومين في عالمنا العربي الكئيب، الذي لم يعد فيه من شيء سوى الزيف والإنكار والإهمال. بعيدا عن كلام السياسة الممجوج، وعن تحليلات جهابذة التحليل التليفزيوني الذين تحولوا إلى وباء في بيوتنا، وعن تصريحات المسؤولين العرب التي لا يسمعها أحد، وبعيدا عن دموع التماسيح التي يذرفها حزب الكنبة من الخانعين والصامتين والمتألمين بخشوع المقابر وصمت القبور، تقف سوريا وحدها في المعركة ضد واحد من أشرس الطغاة في التاريخ، إن لم يكن أشرسهم، وتقف حلب في مقدمة المواجهة ضد آلة عسكرية دموية فاجرة يغذيها كم لا حدود له من الحقد الديني والطائفي والتاريخي، ويقف السوريون وحدهم في مواجهة إيران وروسيا وحزب الله والمقاتلين الشيعة من العراق وباكستان وأفغانستان.حلب ومعها كل سوريا لا تحتاج إلى الشجب والاستنكار والتعاطف الغبي، حلب تحتاج إلى من ينصرها ويقاتل دفاعا عنها وعن كل سوريا والسوريين، حلب تحتاج للسلاح والمقاتلين والمجاهدين والثوار، ولا تحتاج خانعين وخوارا.لا يجدي الكلام في مواجهة جزار الشام بشار الأسد، وحلفائه في حلف الشيطان الأسود القابعين في قم وطهران وموسكو والضاحية الجنوبية، فهذا القاتل المجرم ينفذ من 5 سنوات أكبر مجزرة في القرن الحادي والعشرين، فقد قتل نصف مليون سوري وجرح أكثر من مليون، واعتقل ما يزيد على ربع مليون قتيل 50 ألفا منهم في السجون، واغتصب زبانيته ما يزيد على 50 ألف امرأة سورية مسلمة، وهناك 50 ألفا من السوريين المفقودين، وقام بتهجير نصف الشعب السوري، وطرد نصف السوريين منازلهم، وهجر 5 ملايين سوريا خارج سوريا ليصبحوا لاجئين، وشرد 9 ملايين سوري داخل سوريا، في واحدة من أكبر وأعنف الجرائم في التاريخ الإنساني.أي تحليل سياسي ينفع لوصف جثث الأطفال التي تحولت إلى أشلاء، وجثث النساء السوريات الحوامل وقد فجرت بطونهن، وصور الشيوخ السوريين وقد قطعت رؤوسهم، وجثث شباب سوريا وهي تحمل في شاحنات نظام الأسد وحلفائه الأكراد ويعرضونها في الشوارع، وكأنهم في مهرجان.ليس من حل سوى القتال ضد نظام الأسد لإسقاطة وإسقاط مشروعه الحاقد على سوريا والسوريين والعرب والإسلام، وإسقاط المشروع الإيراني الفارسي وقطع ذيله حزب الله.. ليس من حل سوى الجهاد والنضال والثورة، ودعم الثوار السوريين بالمال والسلاح والرجال.على لغة الكلام أن تتوقف، فهذه اللغة لم تمنع الإرهابي الدموي بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس من قتل مئات آلاف السوريين العرب المسلمين، لأنهم عرب ومسلمون وليسوا أي شيء آخر.انتظار الحل على طاولة المفاوضات التي تديرها أمريكا وروسيا والأمم المتحدة ليست سوى حفلة من القمار الأحمر، فكلهم يقامرون بالدم السوري والرابحون والخاسرون منهم يربحون ويخسرون على حساب الدم السوري، والخاسر الوحيد دائما وأبدا من مقامرتهم هم السوريون الأبرياء الذي تسفك دماؤهم في حلب وكل بقعة من سوريا.