15 سبتمبر 2025
تسجيلفي المحن تعرف معادن الناس كما يقولون ولا شك أن محنة المرض هي من المحن التي يحتاج الانسان فيها إلى الدعم وخاصة من الأصدقاء وأعنى بهم هنا الصديق المقرب الوفي المخلص والذي يقال فيه رب أخ لم تلده أمك. وهذا يدفعنا إلى عرض تعريف الصداقة في وقت أصبح وجود الصديق الحقيقي الذي يعتمد عليه وتجده وقت الشدة كمن يبحث على "لؤلؤة الدانة" في وسط الآلاف من المحارات.وتعرف الصداقة كما تقول الموسوعة العالمية ويكيبديا بأنها عطف متبادل بين شخصين حيث يريد كل منهما الخير للآخر مع العلم بتلك المشاعر المتبادلة فيما بينهما.والصديق هو من يعيش معك والذي يتحد وإياك في الأذواق والذي تسره مسراتك وتحزنه أحزانك وبذلك تقوم الصداقة على المعاشرة والتشابه والمشاركة الوجدانية.والصداقة لا تقوم بين الأفراد والأشخاص فقط بل تقوم بين الأمم والشعوب والدول والمنظمات والمدن.والصداقة هي إحدى الحاجات الضرورية للحياة لأنه لا يقدر أن يعيش أحد بلا أصدقاء مهما توفرت له الخيرات، فالأصدقاء هم الملاذ الذي نلجأ إليه وقت الشدة والضيق، والصداقة ضرورية للشباب لأنها تمده بالنصائح التي تحميه من الزلل وهي مهمة للشيخ تعينه حيث يتقدم العمر ويضعف البدن.ويقول آرسطو قوله الرائع: متى أحب الناس بعضهم البعض لم تعد حاجة إلى العدل غير أنهم مهما عدلوا فإنهم لا غنى لهم عن الصداقة.كما يقول: من كثر أصدقاؤه فلا صديق له لأن الانسان لا يستطيع أن يحافظ على صداقات كثيرة لأن الصداقة تحتاج إلى عطاء واهتمام.ولأنني مررت بمحنة مرض وعلاج ومستشفى دارت في عقلي تلك الأفكار عن تأثير الصداقة الحقة في الإنسان وتأكد كلامي بظهور دراسة حديثة تقول إن وجود أصدقاء كثيرين للإنسان أمر قد يساعده على التغلب على الألم الذي يلحق بجسده، بشكل أفضل مما تتيحه المسكنات.وأظهرت الدراسة، التي أعدها باحثون في جامعة "أوكسفورد"، أن الأشخاص الذين لديهم عدد أكبر من الأصدقاء يتحملون الآلام بدرجة أفضل، وفق ما نشرت صحيفة "تلجراف" البريطانية.وتربط هذه الدراسة بين التأثيرات النفسية والصحة الجسدية للإنسان. ودرس الباحثون مسكنات الألم الطبيعية في جسم الإنسان (إندروفين)، الذي يفرز هذه المواد الكيميائية لمحاربة الآلام.وأشار الباحثون إلى أن هذه المواد الكيميائية مسكن قوي، يفوق في قدرته المسكنات الصناعية التي يتناولها الإنسان.وقالت كاترينا جونسون، إحدى المشاركات في الدراسة، إن إفراز الأندروفين جزء من دورة الألم، مشيرة إلى أن نظرية الفريق البحثي قامت على أن مزيدا من التفاعل الاجتماعي يثير مشاعر إيجابية.وأشارت إلى أن: "هذا الأمر يتحقق على نحو أفضل حين نرى الأصدقاء" وأجرى الباحثون مقابلات مع 100 شخص بالغ، تتراوح أعمارهم بين 18 — 34 عاماً، إذ تم سؤالهم عن مناح شتى في الحياة، إضافة إلى اختبار الألم الجسدي.ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتمتعون بعدد أكبر من الأصدقاء والشبكات الاجتماعية يتغلبون على الألم بشكل أفضل.وأخيراً هي دعوة للاهتمام بكل صديق حقيقي باعدت بينك وبينه مشاغل الحياة لأن الصديق الوفي كنز لا يفنى، يجب عليك أن لا تضيعه فقيمته وقدره يزيد مع الزمن، والآن وليس وقت آخر اتصل عليه وأسأل عنه لأنك في حاجة إليه كما هو في حاجة إليك، وتحية إلى كل صديق وفيْ، في زمن ندر فيه أصدقاء أوفياء وسلامتكم.