12 سبتمبر 2025

تسجيل

خدعة النسيان وإيذاء الذكرى

01 مايو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منحة نادرة أن يحصل أيرلندي على «مان بوكر» وورطة أيضا، لكن «آن إنرايت» كانت فرحانة على نحو بريء من أية مشاعر سلبية، وكانت فخورة أيضا في تلك الليلة من العام 2007 التي نودي فيها على اسمها فائزة بالجائزة، لا لأنها كاتبة ـ وحظ الكاتبات في الجائزة قليل ـ فحسب، لكن أيضا لأن روايتها الفائزة أيرلندية جدا، أيرلندية لدرجة أثارت غضب أيرلنديين! ولأنها في هذه الرواية «The gathering» التي وصفتها بأنها «رواية مؤذية» وحذرت منها القراء، كانت تبحث في عمق قلبها عن العائلة، كانت تكفر عن ذنب تصفه في صفحة 66 من الرواية، التي تستغرق 260 صفحة، قائلة: «لا أعتقد أننا نتذكر عائلتنا بالمعنى الحقيقي، إذ نعيش فيها بدلا من ذلك». إنه ذنب الانشغال بتفاصيل الحياة عن معناها!هل نترجم اسم روايتها «The gathering» إلى «التجمع» أم «الحشد»؟ إن «آن إنرايت» تمنحنا الكثير من الاحتمالات التي ينبغي التعامل معها بحذر، في رواية يبدو أنها كتبتها ـ في الأساس ـ بعيدا عن أي حذر!يبقى «التجميع» أو «لم الشتات» معنى آخر محتملا لاسم الرواية، فسياق الرواية يقوم على عملية جمع دؤوب لأشتات الصورة والحالة والفكرة حتى تكتمل «الرؤية». هذا الجمع الذي يقود البطلة «فيرونيكا» عبر مراحل متعددة تبدأ بالغضب وتنتهي بالانفتاح على الحياة والرغبة في مواصلتها، في سياق يذكرنا بوصف البطلة لمراحل غضب أختها الصغرى قائلة: «كان جسمها يجمد ويطير غضباً حول الغرفة إلى أن تقبض عليه، بطريقة ما، وتحشوه ثانية داخل نفسها».«لم الشمل» معنى آخر محتمل، ففي القسم الأخير من الرواية، تجتمع في «دبلن» عائلة البطلة لجلب جثة شقيقها «ليام»، وهو سكير لص، دخل السجن، ومارست العائلة معه فعل القطيعة حتى اعتادته، ثم إنه كان مقيما في إنجلترا وهم لا يعرفون، كما أنه انتحر بأن ملأ جيوبه بالأحجار وغطس في النهر، لكن «الواجب» يبقى واجبا، لهذا تجتمع العائلة من أجل جلب جثمان الشقيق من «لندن» ليدفن في مسقط رأسه. ومع الاجتماع نتابع ذكريات «فيرونيكا» التي تتحرك ـ في مزج للأزمنة ـ عبر ثلاثة أجيال من العائلة لتقوم بـ«تجميع» مزق الصورة كأنها تحل لعبة «البازل» وفي هذا السياق تكتشف سر مأساة شقيقها في حادث كانت شاهدا عليه وهي طفلة في بيت جدتها، كان موجودا في قاع قلبها وعمق ذاكرتها طول الوقت، لكنها «اختارت» ألا تتذكره لتتمكن من المضي في سياق لحياتها، اكتشفت أنه كان وهما، وآه لو تذكرته في الوقت المناسب!