15 سبتمبر 2025

تسجيل

أهي بداية النهاية؟

01 مايو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا شك بأن سلسلة الهزائم العسكرية التي منيت بها قوات بشار الأسد والتقدم العسكري للمعارضة السورية المسلحة في ساحات مختلفة في سوريا وسقوط مدينتي جسر الشغور وإدلب في أيدي قوات المعارضة ستشكل نقطة تحوّل في الصراع الدائر على سوريا وفي سوريا. وعلى ما يبدو فإن عام 2015 ليس عام الأسد، فقواته سبق لها وأن خسرت معقل بصرى الشام الإقليمي في الخامس والعشرين من مارس الماضي وكذلك معبر نصيب الحدودي في الثاني من أبريل. والحق إن هذه الأخبار هي غير سارة بالنسبة لطهران، وكأن انتكاسة الحوثيين في اليمن لا تكفي، فالتطورات الأخيرة في سوريا والتصدع الأمني الجاري يجعل إيران ووكلاءها في المنطقة يخشون من تطورات مستقبلية تجعل من كابوس عاصفة حزم أخرى في سوريا سيناريو محتملا. وما من شك، أن سيناريو عاصفة الحزم سيخلق ديناميكية مختلفة وستضع مستقبل بشار الأسد في مهب الريح وبخاصة أن الانطباع العام يشير بأن قوات بشار لن تصمد. ولم يعد من الممكن حتى بالنسبة للنظام السوري أن يتنكر لما يجري على أرض الميدان، وما زيارة وزير الدفاع السوري إلى طهران بعد أن ترنحت القوات التابعة للأسد في ساحات الوغى إلا دليل إضافي على أن "منعة" النظام السوري التي حاول أن يسوقها في السنوات الأخيرة ما هي إلا وهم، ومما زاد من الطين بلة هو الأداء العسكري السيئ للقوات الإيرانية في تكريت ما دفع الكثيرين إلى الاستنتاج بأن إيران غدت نمرا من ورق لن تتمكن عند لحظة الحسم من إنقاذ بشار من السقوط.وحتى يبدو الأمر مفهوما ينبغي علينا أن نتفحص السبب الرئيسي وراء هذه الانتكاسة لقوات النظام السوري، فسقوط مدينتي إدلب وجسر الشغور لم يأت جزافا وإنما نتيجة لجهد تنسيقي قام به الداعمون الإقليميون للثورة السورية وهنا نتحدث عن قطر والسعودية وتركيا، فهذه الدول الثلاث ترى بأنه من الأفضل أن تعمل معا لتغيير التوازن العسكري في سوريا لغير صالح الأسد قبل أن تتوصل إيران إلى اتفاق نهائي مع القوى الدولية الست وبخاصة أنه بعد هذه السلسلة من الهزائم العسكرية برز على السطح مرة أخرى مسألة قدرة النظام السوري على البقاء والصمود. بمعنى أن هناك حاجة ملحة لاستثمار تقهقر قوات بشار حتى النهاية.لم يكن ربيعا جيدا بالنسبة لأنصار النظام السوري، فبوادر التصدع في الدائرة الضيقة للنظام وفي قاعدة دعم النظام بدت واضحة لن يتمكن بشار الأسد من الاستمرار إن استمرت متوالية الانشقاقات. فلا يمكن النظر إلى إقالة كل من رستم غزالة ورفيق شحادة والشجار الذي حدث بينهما والذي مهد لموت رستم غزالة وقبل ذلك عزل حافظ مخلوف ابن خال الأسد من منصبه في الأمن العالم وكأنها أحداث معزولة، وهناك أخبار تفيد بأن رستم غزالة احتج على العنصر الإيراني الذي بدوره حمّل قوات الأسد مسؤولية التراجع على جبهات القتال المختلفة. وتبادل الاتهامات بين الإيرانيين وبعض السوريين في الحلقة الضيقة للنظام ربما تفسر جزئيا لماذا تم التخلص من رستم غزالة. ولا يتوقف الأمر عند الدائرة الضيقة للنظام، فهناك تقارير محايدة تتحدث عن حقيقة أن تصدعا في قاعدة دعم النظام بدأ يظهر في الآونة الأخيرة وبخاصة أن الأسد مستمر في عملية تجنيد العلويين الذين باتوا يرون أن الصراع أصبح أشبه بحرب الاستنزاف لا قبل لهم بها. فالعلويون يريدون إنهاء الأزمة بدلا من أن يتحولوا وقودا لها.والراهن أن دولا هامة في الإقليم باتت تضيق ذرعا من فشل قيادة أوباما في المنطقة، لهذا قررت هذه الدول أخذ زمام المبادرة وهناك تقارير غربية تتحدث عن تنسيق سعودي تركي بواسطة قطرية تهدف إلى خلق الزخم العسكري المناسب للتخلص من نظام الأسد الذي بات بقاؤه يشكل رمزا لقوة إيران أو لضعفهم على تغيير الواقع وفقا لتطلعات الشعب السوري. لهذا السبب باتت فكرة عاصفة حزم جديدة في سوريا تقلق مضاجع نظام بشار وحزب الله وكذلك قادة طهران الذين يسابقون الريح للتوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة تمنحهم قوة في التعامل مع ملفات الإقليم الأخرى. ويبدو أن دولا من قوات التحالف العربي باتت تفكر جديا باستثمار نجاحاتها في اليمن لتطبيق سيناريو مشابه في سوريا على أن تدخل تركيا على الخط بقوات برية وبغطاء جوي يوفره سلاح الجو السعودي. صحيح أن هذا السيناريو لا يخلو من التعقيدات والتحديات لكن يبدو أن السعودية على وجه التحديد توصلت إلى نتيجة بأنها تمتلك القوة والجرأة بأن تتصرف بشكل مستقل عن الغرب ومن خلال التحالف والتنسيق مع دول أخرى تشارك السعودية في وجهات النظر.بطبيعة الحال، لن يكن الأمر بهذه البساطة رغم ضعف قوات الأسد مقارنة بما لدى السعودية وتركيا، لكن خيارا كهذا من شأنه أن يثبت حتى لنظام بشار بأنه ليس فقط ضعيفا وغير قادر على الحسم لكن يثبت له بأنه حتى حلفائه غير قادرين عن حمايته في المستقبل المنظور، ومن شأن استهداف الأسد وقواته بشكل ممنهج ومكلف أن يدفع الأسد إلى طاولة مفاوضات حل سلمي يخرجه من معادلة السلطة مرة وللأبد. طبعا، من المبكر التنبؤ بمسار الأحداث في قادم الأيام لكن يبدو جليا أن هناك ما يشير إلى أننا نشهد لحظة بداية النهاية لنظام بشار الأسد الذي فقد زمام المبادرة وبدأ يتصدع.