13 سبتمبر 2025

تسجيل

يوسف إدريس.. والسينما

01 مايو 2013

ما أن انتهيت من كتابة سطوري السابقة عن كتاب يوسف إدريس الجديد الذي تضمن فصلاً عن كتاباته عن السينما.. حتى بادرني صديقي "بويوسف".. وهل تتوقف عن "نداهة" يوسف إدريس فقط في السينما.. ثم أضاف: لقد أشرت إلى "النداهة" بشكل متميز فلماذا لا تتحدث عن يوسف إدريس وأعماله الأخرى.. ألا يستحق ذلك! توقفت كثيراً.. عند كلمة صديقي المهتم جداً بالأدب والسينما.. وقلت له: لديك حق.. فيوسف إدريس كان بعده الإنساني والأدبي والقصصي قد فاق كل تصور واستطاع بموهبته أن يترك بصمات سينمائية عديدة، فقد أخرجت له السينما 11 فيلماً روائياً... إلى جانب مسلسل في التليفزيون وشارك في كتابة حوار لبعض أفلامه وكانت أولى مجموعاته القصصية "أرخص ليال.. فاتحة عهد جديد في أدبنا العربي.. ثم هل ينسى أحد فيلم "الحرام" الذي أخرجه بركات عام 1965.. ويعد هذا الفيلم تحفة فنية ذات عناصر مكتملة في السيناريو والحوار والإخراج والتصوير والماكياج.. ولعبت بطولته الفنانة الكبيرة فاتن حمامة التي كانت الشخصية المحورية في الفيلم.. فنحن أمام فلاحة بسيطة فقيرة وعزيزة.. كان زوجها يعمل أجيراً.. ضمن عمال التراحيل.. وتحت ضغط الحاجة وبؤس الفلاحين.. تسقط المرأة وتموت عزيزة إثر الحمى بعد مولد الطفل الحرام فيما يشبه الانتحار!! فيلم آخر من الأفلام التي قدمتها السينما ليوسف إدريس ولعبت بطولته سيدة الشاشة فاتن حمامة.. وهو فيلم "لا وقت للحب.." مع رشدي أباظة وصلاح جاهين.. والذي كتب حواره نفس الأديب وكانت القصة في الأصل بعنوان "قصة حب" كتبها عام 1957 وأخرجها صلاح أبوسيف.. فكان ذاك الفيلم يعبر عن مرحلة ما بعد الثورة والتغيير المطلوب – والكفاح الشعبي المسلح ضد الاحتلال البريطاني في مدن القناة وعلى ما أشار بعض النقاد أيامها إلى أن تلك الأحداث عاشها يوسف إدريس بنفسه وشارك فيها على نحو ما.. أي أن الفيلم أقرب إلى سيرة ذاتية للكاتب في مرحلة شبابه! هل ننسى كيف تم إنقاذ الفدائي من الكمين الذي أعد له وباشتراك كل سكان الحي في أغنية شعبية تحذره من الخطر!