14 سبتمبر 2025

تسجيل

الأحلام الموءودة 2

01 مايو 2011

لم أكن أتصور أن موضوع الطالبة سارة التي تحطمت أحلامها على صخرة تعنت رئيس الجامعة والتي حتى لم ترد أو تهتم بما كتبناه، وكأننا في واد، وهى وجامعتها المزروعة على أرضنا وعلى تراب وطننا الغالي والذي نحبه ونعشقه في واد آخر. ورغم الرسائل الكثيرة التي وصلتني، والاتصالات الهاتفية التي تؤكد جميعها أن مقالنا أو صرخاتنا عبر البرنامج الجماهيري الاول في قطر "وطني الحبيب" أو اى وسيلة أخرى أو أي منبر آخر حر من منابرنا، لن تجدي نفعا وان على سارة ومن هم على شاكلتها أن تبحث لها عن جامعة أخرى تقبلها، فاننى آثرت أن اكتب عن تلك المشكلة الكبيرة التي أراها تخص كل بيت قطري. فدولتنا الحبيبة، وقادتنا لم يقصروا بل جلبوا لنا أفضل الجامعات في العالم حتى لا يعانى أبناؤنا من ويلات الغربة في التعليم خارج الدولة، وكنا نعانى من عدم وجود مرافق متفرغ يسافر مع بناتنا، ويعانى أبناؤنا وبناتنا من التكاليف الباهظة والسفر والبعد عن الأهل والأصدقاء والحرمان منهم ولكن أن تأتى تلك الجامعات إلينا ومع ذلك نشعر أننا غرباء في وطننا، وان دخول تلك الجامعات التي تقطن في وطننا وتلقى كل الدعم من اقتصادنا ولديها كافة التسهيلات التي ربما لا توجد في المراكز الام في بلادها ونكون نحن كمواطنين آخر من يستفيد منها فهذا شيء يستحق وقفة وتأملا في وضع غريب وصادم. وإذا قلنا ان التخصص الموجود في فرجينيا كومنولث غير موجود في جامعة قطر أو جامعات أخرى قريبة، فلا يوجد أمام الطالب المحب والعاشق للتخصص مفر سوى تنفيذ أوامرهم والامتثال لما يطلبون، ولما كان الكثير مثل سارة رضوا بتضييع سنة من عمرهم وهم على قائمة الانتظار، وفى السنة الثانية تفاجأ برفضهم لها، رغم أن الجميع يعلم أن من شروط التقدم لتك الجامعة تقديم تصاميم أو رسومات، ويعلم الكثير أيضا أن هناك من يلجا إلى شخص آخر محترف يرسمها لهم من اجل ضمان القبول ودخول تلك الجامعة وهم ليسوا بجدارة. أمر آخر ذو أهمية كبيرة وأكدت عليه كثير من الاتصالات التي تلقيتها وهو أن الذين لم يحصلوا على الايلز يضطرون إلى دخول الجسر الاكاديمى حتى يستطيعوا تحقيق شروط القبول وهذا الجسر يقوم بتحضير الطلبة ويهيئهم لدخول الجامعات التي في المدينة التعليمية أو على حسب رغبة بعض الطلاب ممن يريدون السفر خارج البلاد لاستكمال دراستهم، ومع ذلك لم تأخذ جامعة فرجينيا كومنولث سوى اثنين فقط من طلاب الجسر الاكاديمى، اذن ما فائدة هذا الجسر؟ ولماذا لا يلزم الجسر بقبول طلابه في جامعات المدينة التعليمية خاصة من حقق منهم شروط القبول؟ هذا كان سؤال احدى الامهات وما يحزن في الأمر أن معظم طلاب تلك الجامعات التي من المفروض أنها أنشئت وسمح لها بالعمل في قطر لكي تزيد من النهضة التعليمية الشاملة التي تشهدها البلاد ولكي تتوافق مخرجات التعليم في قطر مع حاجة البلاد إلى تخصصات جديدة ومبتكرة وفق احدث النظم التعليمية في العالم ولكن ما جدوى تلك السياسة إذا كان معظم الطلاب من شرق آسيا خاصة من الهند وباكستان وعدد قليل من العرب والقلة المتبقية من القطريين والحق أقول ان مشكلة سارة التي تحدثت عنها في مقالي الماضي والتي أصبحت محبطة وتقول سأدخل جامعة قطر لأتخرج مدرسة أو اي موظفة عادية كل طموحها تعليم صغار مبادئ الحساب واللغة أو ان تتوظف في اي دائرة وفي النهاية تتسلم راتبها، بعد أن كان طموحها أن تصبح مصممة مبتكرة مبدعة، "سارة" التي كان الحماس يملؤها أصبحت محبطة وهى لم تتخط العشرين بعد. وأقول إن كل مواطن يشعر ويرى انه يزاحم من قبل غريب في وطنه سواء في مقعد دراسة أو فرصة عمل يناله الإحباط، "والإحباط قاتل الإبداع". لقد سألتنى إحدى زميلاتي منذ عدة أيام وهى تقرأ خبر تعيين أول قطرية مديرة للمتحف الاسلامى العظيم، هل ستعامل مثل الاجنبى في كل المزايا التي كان يحصل عليها المدير السابق للمتحف؟ أم مصيرها هو قانون الموارد البشرية ودرجاته المالية والسلم الوظيفي؟!. وأخيرا نحن ندين لهذا الوطن بكل ما أوتينا من علم ومعرفة وندين له بالولاء والوفاء ونؤمن أن صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه راعي النهضة الحديثة الشاملة في البلاد، وأيضا صاحبة السمو أميرة النور والمعرفة يعملان ويتعبان من اجل المواطن وهو ان شاء الله نصب أعينهم في المقام الأول ومن اجله وله أنشئت الجامعات ومن اجله فتحت الشركات، ومن اجله عبدت الطرق وبنيت المدارس ولكن دائما تفسد الثعالب الصغيرة كما يقولون كروم العنب. إننا في حاجة إلى إعادة الاعتبار للمواطن في بلده وان نرحمه من تعنت الأجانب الذين يحنون إلى بني جلدتهم أو إلى من كانوا يستعمرونهم في يوم من الأيام أما سارة وكل إخوانها وأخواتها فلهم عدل سمو الأمير المفدى وبصيرة سمو الشيخة موزا بنت ناصر وأن تمتد يدها البيضاء لإنقاذهم من الضياع ومن قبلهما لهم رب العالمين انه نعم المولى ونعم النصير. [email protected]