16 سبتمبر 2025
تسجيلرمضان بين أيدينا ونفحاته المباركة تغمرنا بنسائم المغفرة والرحمة والعتق من النار، فالله تعالى كريم يكثر العطاء لعباده في رمضان.. فأين أصحاب الحاجات؟ هل جهزتم الدعوات؟.. فلنسارع قبل ضياع الأوقات. فرمضان يمضي - كما ترون - سريعًا، فيجب استغلال أوقاته بمزيد من الدعوات التي ندخرها لمثل هذه الأوقات المباركة التي تكون الإجابة فيها أرجى من غيرها. فلنكثر من الدعاء في رمضان؛ لأنه عبادة مستقلة بذاتها تدل على مدى افتقار العبد إلى ربه وحاجته إليه في كل صغيرة وكبيرة، فالدعاء طلب العون والدعم من الله القادر للعبد الفقير العاجز عن تحصيل النفع لنفسه فيسارع بلهفة يستغيث بربه ليحقق له مراده. فالدعاء صلة عميقة بين العبد وربه وحسن ظن بعطائه وثقة تامة بأن اللجوء إلى الله هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمنيات والغايات، فالإنسان يتبرأ بدعائه من حوله وقوته ويستعين بالله وجوده وحوله وقوته لتحقيق هدفه ومطلبه. لذا وصانا النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «إذا سأَلتَ فاسألِ الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله». يُعد الدعاء قاعدة ترتكز عليها العبادات كلها، فيدعو المسلم ربه في كل الصلوات بما أراد من خيري الدنيا والآخرة ويدعوه في أوقات الإجابة، ومن أفضلها: الثلث الأخير من الليل.. فقد ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح» (أخرجه مسلم). ولا سيما في رمضان، شهر القيام؛ فليله مبارك، وعن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: «إن لله - تبارك وتعالى - عتقاء في كل يوم وليلة - يعني: في رمضان – وإن لكل مسلم في كل يوم دعوة مستجابة». وينبغي أن يأخذ المسلم بأسباب قبول الدعاء من طيب المطعم والاستقامة ودوام الطاعة والنشاط في العبادة، وكذلك يكثر من الثناء على الله - عز وجل - بأسمائه وصفاته والصلاة على نبيه - صلى الله عليه وسلم - قبل الدعاء، ويحرص على الدعاء المأثور عن الأنبياء - عليهم السلام - وجوامع الدعوات وأشملها؛ فعن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدعُ بها مسلمٌ ربَّه في شيء قط إلا استجاب له» (رواه أحمد وصححه الألباني). ومن الدعوات الجامعة ما جاء في الحديث الشريف عن أنس بن مالك - رضي الله عنه – أنه قال: كنتُ جالسًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: «أتدرون بم دعا؟»، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى» (رواه النسائي والإمام أحمد). فاللهم أجب دعواتنا في هذا الشهر المبارك وحقق أمنياتنا وارحم ضعفنا وتولَّ أمرنا.