30 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عاش "أمل دنقل: 1940 ـ 21 من مايو 1983" موزعا بين "الشعر" و"العِرَافة" التي غلبت عليه، حتى إن حضوره الشخصي، في ديوانه "أقوال جديدة عن حرب البسوس" تجاوز قناع العَرَافة "زرقاء اليمامة" التي بكى بين يديها في ديوان سابق.لكن هل تكفي البصيرة وحدها، حتى لو كنت "الشاعر العراف"؟في السياق العام: نعم تكفي. لكن التفاصيل، التي تخبئ في ثناياها شيطانا مقيما تخبرنا بأن بصيرة "الشاعر العراف" تنخدع أيضا.بعد رحيل "دنقل" وضمن اعتذار قدمه له الإعلام ـ ميتا ـ عن تجاهل تجاوز حدود الظلم حيا، أعيد أكثر من مرة وبصياغات مختلفة، نشر ثناء "دنقل" على "أحمد عبد المعطي حجازي" باعتباره "صاحب موقف أصيل" لمجرد أنه لم يكن مع "السادات" مدعيا أنه "اختلف معه" ومنكرا أن "السادات" هو من لم يكترث بإبقائة في "المعية"!قبل ذلك، وفي 13 من أغسطس 1981، كان "دنقل" في بيت "حجازي" للاحتفال بعيد ميلاد ابنته، مع الرسام "بهجت عثمان" والشاعر الكبير "صلاح عبدالصبور" و"د. جابر عصفور" الذي حكى أن "دنقل" قرأ من شعر "عبدالرحمن الأبنودي" ما يدين سكوت المصريين، فعلق "عبد الصبور" بأن الشعب المصري يستحق ما يجري له لأنه لا يثور، وعقب "بهجت": وكيف يثور هذا الشعب ومثقفوه يخونونه؟ وأردف: لا يثور شعب يخونه المثقفون أمثالك يا صلاح. وانتهى انفعال "عبد الصبور" بأزمة قلبية، أفضت إلى الموت بعد دقائق من وصول "الفارس القديم" إلى المستشفى.كان "بهجت" يدين سماح "عبدالصبور" للكيان الصهيوني بالمشاركة في معرض القاهرة، باعتباره رئيس هيئة الكتاب التي تنظم المعرض، وشارك "أمل دنقل" في إدانة هذا "التنازل" من جانب "الشاعر الذي سار في ركاب السلطة" مشيرا ـ فيما بعد ـ إلى رفضه إغراء "حجازي" له بالالتفات نحو "عبدالصبور"، وحبذا لو لم يرفض!فالحقيقة أن "عبد الصبور" لوح باستقالته من المنصب الرفيع، خاصة عندما فتش الأمن حقيبته ومكتبه، بعد مظاهرة حاشدة ضد مشاركة الصهاينة في المعرض، شك العسس في أنه لم يعمل على وأدها كما ينبغي. بينما اتضح لاحقا أن "حجازي" ومقابل "فتات" لا "رفعة" فيه ظل السائر مصفقا في ركاب أية سلطة، حتى لو كانت سلطة "السادات" الذي أبعده، أو "عبدالناصر" الذي سجنه، ناهيك عن "مبارك" و"السيسي".الزمن إذا أفضل ما يجلو الرؤية، ولو عاش "أمل دنقل" زمن الثورة المصرية لقال إن رياحه إذ تزيح الغبار تمنح العين رؤية لا تقدر عليها حتى بصيرة الشاعر العراف.