18 سبتمبر 2025

تسجيل

كتابة السلام على الماء

01 أبريل 2014

السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة يصبح أكثر صعوبة واستحالة في ظل التمدد الاستيطاني والتعسف اليهودي المتطرف في التعامل والتعاطي مع كل ما هو عربي فلسطيني، وتلك المفاوضات والسعي إليها عبر الوسطاء الدوليين تصبح مثل الحرث في البحر لأنها تصطدم بكثير من المزايدات والأعمال العدائية على الواقع لا تسمح مطلقا بالتفاوض على أسس ومعايير تحدد حقوق الطرفين العربي والإسرائيلي.يمارس المتطرفون اليهود عنفا ممنهجا ضد الفلسطينيين تحت حماية القوى الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وهم ذات القوى السياسية والدينية التي تمنع منح الفلسطينيين أي حقوق في أرضهم التاريخية، وتعوق أي جهود لتحقيق السلام رغم بروز كثير من نشطاء السلام في أوساط الإسرائيليين إلا أن صوتهم يتواضع وينهار أمام الصوت العالي للتطرف الذي يدير دفة الحياة وبوصلة العملية السياسية الإسرائيلية.إننا في الواقع نواجه تصلبا عقديا ودينيا قويا من الجانب الإسرائيلي لا يمنحنا أي خيارات سوى التراجع عاما بعد الآخر، وحشر الفلسطينيين في زوايا ضيقة تكتم أنفاسهم وتجعل حياتهم جميعا، ومن يخرج إلى بلاد الله الواسعة يفقد حظه في وطنه ولا يتمكن من العودة، فحق العودة مع التعنت الصهيوني أصبح من أساطير الاحتلال وأسطوانة تكرر إسرائيل رفضها مناقشته في الوقت الذي يتوافد فيه مهاجرون يهود من كل أنحاء العالم، بل تعمل المنظمات والوكالات اليهودية على تشجيع الهجرة إلى إسرائيل باعتبارها أرض الميعاد.يستحيل السلام مع إسرائيل لسبب بسيط، وهو أنها لا تريده، ولا ترغب فيه ولا يعنيها، لأنها تمتلك كونترول اللعبة، ويمكنها توجيه أي طرف دولي لصالحها أو إخماده تماما، ولعلّنا بدأنا ننسى أن هناك لجنة رباعية دولية مكلفة من المؤسسات الدولية بإدارة عملية السلام، وهذه اللجنة ذهبت مع رياح العدم، وأصبحت نسيا منسيا، مثلها مثل كثير من قرارات الأمم المتحدة حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.المتطرفون اليهود، داخل إسرائيل وخارجها حيث تصنع القرارات الدولية وتوجد جماعات الضغط، هم من يحددون ما يكون وما لا يكون، وفي قناعاتهم أن كامل الأراضي الفلسطينية لهم، وبالتالي فهم ليسوا بحاجة لمفاوضات تسمح لهم بالتنازل عن شبر منها، وما أخذه العرب في اتفاقيات سابقة لا يعترفون به، وسبق لهم قتل رئيس وزرائهم إسحاق رابين عقب توقيع اتفاق السلام مع الفلسطينيين لأنهم يرفضونها، ولا يجرؤ سياسي إسرائيلي على تجاوز قناعات هؤلاء، والمحصلة أن العرب ربما لا يحصلون على سلام بالأدوات والمنهج الحالي، وينبغي التفكير في تغيير شروط اللعبة واتجاهاتها قبل أن يغادر آخر فلسطيني وطنه هائما في العالم.