13 سبتمبر 2025
تسجيلتنسيق خليجي ـ أمريكي بشأن سوريا!.. وكأن سوريا ستنتظر! مؤتمر عربي ـ أوروبي ـ أمريكي للبحث في شأن سوريا.. وكأن سوريا ستنتظر! مباحثات مستمرة من أجل سوريا.. وكأن الأخيرة ستنتظر! شجب واستنكار عالمي على ما يجري بسوريا.. وكأن هذا سينقذ هذه! لماذا مازالت سوريا تحترق؟! لماذا مازالت سوريا تموت؟! لماذا مازالت سوريا تفقد كل ساعة أغلى حبايبها؟! لماذا لاتزال سوريا على نار مستعرة حتى الآن؟! لماذا انتهت ثورة تونس ومصر وليبيا وبقيت ثورة سوريا تشتعل؟! لماذا كان لمصر المباركة والتأييد والدفع بالخفاء لنصرة ميدانهم، ولتونس الحق بالتعطر برائحة الياسمين، ولليبيا الوقوف العلني بالقوة والسلاح لدحر القذافي وأذياله، ولسوريا الصمت المتخفي تحت وشاح الاستنكار والشجب والمؤتمرات الشكلية؟! لماذا علينا اليوم أن نتدارس ردود أفعالنا تجاه ثورات الشعوب، وتكون سوريا الاختبار الصعب الذي سيعلن الجميع راسباً فاشلاً؟! لماذا الآن يجب أن يكون ردنا متوازناً يتسم بالعقلانية والشفافية، بينما في المقابل هناك من يستعجل حصد الأرواح، وارتشاف الدماء والتفنن بالقتل والعبث بالأطفال والنساء وبكرامة الأرض وسمو العرض؟! لماذا اليوم نجد كثرة المؤتمرات والاجتماعات والتهديد والوعيد والتنديد وصورة العجوز كلينتون تتصدر كل هذا (للتبغبغ) بنفس اللهجة الأمريكية المغرورة التي تثبت بها، أن العالم بلا أمريكا ضائع متسول؟! لماذا تتلاعب واشنطن بثورة سوريا لتفرض هيمنتها الموجودة فعلاً، وتحدد لدورها الملموس جدولاً زمنياً لتعطي إشارة البدء للمعنيين بإنقاذ سوريا للمبادرة والمنافسة على نيل لقب المنقذ، فيكون بذلك (Arab Aidol) أو محبوب العرب؟!! لماذا باتت أخبار سوريا تتذيل الأخبار وقد كانت تتصدرها؟! لماذا أصبحت الشعوب العربية تتناسى سوريا، وقد كانت الأعلى صوتاً منذ فترة قصيرة؟! لماذا يتجه العرب لمتابعة انتخابات مصر، ويتباحثون حول نتائج قمة العراق العربية الواهية، التي خرجت بقرارات هشة تفتقد وتفتقر لأي إلزامية على الحكومة السورية لتنفيذ أي بند منها؟! لماذا كان استقبال الرؤساء العرب في العراق لعقد قمتهم بأفخم الفنادق وأعتى البنادق، وكان الهم الأكبر هو الإعاشة والأمان، بينما من ينتظر قمتهم محروم من العيش والأمن؟! لماذا علينا أن نرفع سقف الحماية لهؤلاء، وهم العاجزون تماماً عن بسط أرض ثابتة تحت أقدام شعب يتهاوى كل يوم؟! لماذا علي أن أسأل، وأنا أعلم كل الأجوبة، التي هي في الحقيقة جواب واحد؟! هو: (إن كنا نبحث عن محبوب العرب فيمكن أن نجده يغني، فيأسرنا بحبال صوته الرخيم، أو نراه راقصاً فيذهلنا بطراوة قدّه المياس، أو يشد مقطورة بشاربه الكث أو يتلوى مثل الثعبان، أو يلقي قصيدة فكاهية تحمل من الخفايا ما يترجم الواقع المرير، فيكون بطلاً عربياً بفضل أصواتنا وأموالنا، ولكن لا يمكن أبداً أن يخرج محبوباً للعرب في استرداد كرامة وطن، أو رفعة أمن!.. لا يمكن أن يخرج لنا (Arab Aidol) يجعلنا نقول: إن روح عمر قد حلت بيننا أو فراسة خالد أو شجاعة عمرو أو غيرة صلاح الدين، مع أن الأخير لا يمت بصلة للعروبة.. لذا كان لابد لهذه الأسئلة أن تهجر رأسي.. وتقع على أرض لا يمكن أن تتفتت.. نعم هي أرض من يظنون أنهم يملكون البلاد والعباد للأسف!).