19 سبتمبر 2025
تسجيلنتصوّر مسابقة بجائزة مهمة لأحسن رواية من الخيال العلمي، موضوعها تونس أو مصر أو السعودية أو أي دولة عربية أخرى، وتَجري حوادثها سنة 2120؛ مع الوعي بأن روايات الخيال العلمي تستكشف أقصى المخاوف والآمال المزروعة في النفوس، وهي تتفحص سيناريوهات جد محتملة. وكم من مخاوف أو آمال ضحك منها ''الواقعيون'' تحققت أو هي بصدد التحقّق. من المؤكد أن لجنة التحكيم ستواجَه بنوعين من المخطوطات: المتشائمة والمتفائلة. في الروايات المتشائمة - تونس مثالا- لا قدرة لقارئ على التعرف على البلاد، وقد اختفت منها مدن كان اسمها تونس وسوسة والمنستير وصفاقس غمرها البحر، بلد انفجرت دولته إلى "إمارة المسعدين" و"إمارة الحامة" و"مملكة جندوبة" وصراع أحياء القيروان، بلد انفرط عقد شعبه القديم إلى قبائل لا يزيد عدد أفرادها على بضعة آلاف، تتقاتل بشراسة على ما بقي من آخر نقاط الماء وآخر الواحات، وقد التهمت الصحراء حتى جبال خمير. لرفع معنويات لجنة التحكيم؛ الروايات المتفائلة هي عن بشر أصبحوا يُعرفون باسم المغاربيين الشرقيين، وهم جزء من اتحاد الشعوب العربية الحرة، تطوّر إقليمهم كبقية الأقاليم العربية الأخرى بكيفية مدهشة في ميادين الحَوكمة الرشيدة والقضاء على الفساد وتحسين وضعية المواطنين النفسية والمادية. وبمعية شعوب المواطنين الصديقة في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي؛ استطاع العرب الجدد التغلب على الأزمة المناخية التي كانت تهدّد البشرية جمعاء بالفناء. لقائل أن يقول: ماذا عن احتمال بقائنا دائرين في الحلقة المفرغة الحالية قرنًا آخر من الزمان؟ فرضية ممكنة لكنها هي الأقل احتمالا ونحن نرى التغييرات الهائلة المتسارعة حولنا كل يوم. والسؤال هو: أيّ السيناريوهَين أكثر احتمالا وما الذي نستطيع فعله لكي ندفع في اتجاه الخلاص؟