31 أكتوبر 2025

تسجيل

الزكاة نماء وطهارة (1)

01 مارس 2015

من حين لآخر نشعر اننا مقصرون في حق أنفسنا قبل أن نكون مقصرين في حق الناس، وقبلهم رب العالمين الواهب الرازق، والتقصير في فريضة الزكاة، تلك الفريضة الغائبة أمر لو تعلمون عظيم.والزكاة: هي البركة والطهارة والنماء والصلاح، وسميت الزكاة لأنها تزيد في المال الذي أخرجت منه‏، ‏وتقيه الآفات‏، ‏كما قال ابن تيمية‏:‏ نفس المتصدق تزكو‏، ‏ وماله يزكو‏، ‏أي يَطْهُر ويزيد في المعنى‏، أما في الشرع، فهي حصة مقدرة من المال فرضها الله عز وجل للمستحقين الذين سماهم الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم‏، أو هي مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة.ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى‏، والزكاة الشرعية قد تسمى في لغة القرآن والسنة صدقة كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم‏ )‏ ‏(‏التوبة ‏103‏‏)‏.وفي الحديث الصحيح قال صلى اللّه عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏أعْلِمْهُم أن اللّه افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم‏‏)‏.وهي حتى نتذكر الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة‏،‏ وعمود من أعمدة الدين التي لا يقوم إلا بها‏، يُقاتَلُ مانعها‏، ويكفر جاحدها‏، ‏ فرضت في العام الثاني من الهجرة‏، ‏ ولقد وردت في كتاب الله عز وجل في مواطن مختلفة منها قوله تعالى‏:‏ ‏(‏وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين‏)‏ ‏(‏البقرة ‏43)‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏(‏والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم‏)‏ ‏‏(‏المعارج ‏24‏‏‏/‏‏25)‏‏.وقد يسأل سائل هل الزكاة فقط فائدة للمتصدق له أي للذي يأخذها من الفقراء والمساكين؟ والإجابة كما يقول علماؤنا، إنها تُصلح أحوال المجتمع ماديًا ومعنويًا فيصبح جسدًا واحدًا‏، ‏ وتطهر النفوس من الشح والبخل‏، وهي صمام أمان في النظام الاقتصادي الإسلامي ومدعاة لاستقراره واستمراره‏، ‏وهي عبادة مالية‏، ‏وهي أيضا سبب لنيل رحمة الله تعالى‏، ‏ قال تعالى‏:‏ ‏(‏ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة‏)‏ ‏(‏الأعراف ‏165‏‏)‏‏، ‏وشرط لاستحقاق نصره سبحانه‏، ‏ قال تعالى‏:‏ ‏(‏ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز‏ .‏ الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة‏)‏ ‏(‏الحج ‏40‏‏،‏41‏‏)‏‏، وشرط لأخوة الدين‏، ‏ قال تعالى‏:‏ ‏(‏فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين‏)‏ ‏(‏التوبة ‏11‏‏)‏‏، ‏ وهي صفة من صفات المجتمع المؤمن‏،‏ قال تعالى‏:‏ ‏(‏والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم‏)‏ ‏(‏التوبة ‏71‏‏)‏‏، ‏ وهي من صفات عُمّار بيوت الله ‏، ‏ قال تعالى ‏:‏ ‏(‏إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله‏)‏ ‏(‏التوبة ‏18‏‏)‏‏، ‏ وصفة من صفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس ‏، قال تعالى‏:‏ ‏(‏والذين هم للزكاة فاعلون‏)‏ ‏(‏المؤمنون ‏4‏‏).وأخيراً إن العالم العربي يموج الآن بالحروب والتشريد لأبنائه في سوريا وليبيا واليمن والصومال وغيرها من البلدان المنكوبة، وهي في أمس الحاجة الى هذه الفريضه التي إذا وزعت بحق لم يوجد فقراء أو محتاجون.. وإذا كان في العمر بقية فما زال لحديثنا عن فريضه الزكاة بقية.