13 سبتمبر 2025
تسجيلتفتح سلسلة الهجمات المنسقة على ثكنات ومقرات الجيش المصري في العريش ورفح والشيخ الزويد في سيناء نافذة للإطلال على ما يجري في شبه جزيرة سيناء وطبيعة الحرب الدائرة هناك، فالهجمات التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية سيناء أو ما كان يعرف بأنصار بيت المقدس، جاءت عنيفة وسريعة وخاطفة أودت بحياة 50 ضابطا وجنديا وجرحت أكثر من 74 آخرين، في أكبر هجوم من نوعه على الجيش المصري في وقت السلم منذ نصف قرن، مما دفع قائد النظام الانقلابي الحاكم في مصر عبد الفتاح السيسي إلى القول: "إن مصر تواجه أقوى تنظيم سري في العالم في القرنين الماضيين" في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.اتهم المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، جماعة الإخوان المسلمين بالمسؤولية، وقال إن الهجوم أتى "نتيجة للضربات الناجحة إلى العناصر والبؤر الإجرامية في سيناء" وهو تعليق يقع في قعر السفه والسخف وفقدان الوعي، يجعلنا نسأل: ماذا لو حمل الإخوان المسلمون السلاح فعلا في وجه الانقلاب؟ الإجابة هي أن حمل الإخوان المسلمين للسلاح، يعني دخول مصر في حرب أهلية دامية، فبعض التقديرات تشير إلى أن عدد أعضاء جماعة الإخوان في مصر يصل إلى 5 ملايين عضو، وإذا افترضنا أن 1 من كل 100 قادر على حمل السلاح فهذا يعني وجود 50 ألف شاب من الإخوان المسلمين قادرون على حمل السلاح، ويقاتلون عن عقيدة ومستعدون للموت، مما يعني أن المواجهات مع الجيش المصري والقوى الأمنية ستكون عنيفة ودامية، وتكفي العودة إلى ثمانينيات القرن الماضي لنجد أن بضعة مئات من المقاتلين من أنصار الجماعة الإسلامية خلخلوا تركيبة نظام مبارك القوي، فكيف إذا دخل آلاف من شباب الإخوان المسلمين في حرب ضد نظام انقلابي فاشل وفاقد لأي شكل من أشكال الشرعية الأخلاقية والقانونية.المؤكد هو أن جماعة الإخوان المسلمين لن تحمل السلاح ضد النظام الانقلابي في مصر، لأنها جماعة إصلاحية لا ثورية، والثورة ليست في أدبياتها أصلا، لكن إصرار النظام الانقلابي وقيادته من الطغمة العسكرية على اتهام الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجمات في سيناء أو غيرها، قد يدفع شباب الإخوان إلى حمل السلاح فعلا، وعندها ستقوم قيامة النظام فعلا. رغم أن الجماعة قدمت "خالص تعازيها لأسر الجنود المتوفين في سيناء وللشعب المصري"، وأدانت "بشكل قاطع جميع أعمال العنف". لكن رد الجنرال السيسي، قائد الانقلاب العسكري كان التهديد بحرب طويلة وأن "المواجهة صعبة وقوية وشريرة وستأخذ وقتاً طويلاً وأنتم من ستدفعون ثمنه، وأن المصريين في 30\6 و3\7 أخذوا أقوى قرار في العصر الحديث، ولهذه الأسباب أنا طلبت منكم تفويض في 3\7 لأنني كنت متأكد أن هذا هو المسار الذي سنتحرك فيه"، وهو بذلك يسوق انقلابه على الشرعية وإرادة الشعب المصري".وأضاف: "كنت أعلم جيداً أن هذا ما سيحدث، وأنتم تعلمون جيداً أننا سنواجه إرهاباً من كل مكان في العالم"، وأمر بتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة بقيادة الفريق أسامة عسكر وطلب من الجيش الضرب بيد من حديد للقضاء على البؤر الإرهابية، وطلب من الصحافة والإعلام عدم تناول أخبار الجيش حفاظا على الروح المعنوية. الرد على السيسي جاء من قلب المؤسسة العسكرية، فقد استبعد اللواء محمد علي بلال، قائد القوات المصرية في حرب الخليج، بشكل قاطع وقوف جماعة الإخوان المسلمين وراء عملية سيناء، مرجعا اتهام الجيش للإخوان إلى أنه "دليل على القصور في التفكير وقصور في الرد وقصور في الاستعداد".