12 سبتمبر 2025

تسجيل

إدمان العجز في عنصرية إسرائيل

01 فبراير 2014

السلوك الإسرائيلي في التعامل مع المواطنين الفلسطينيين لا مثيل له إلا ذلك الذي سقى منه هتلر اليهود منتصف القرن الماضي، ويبدو أن المسألة أشبه بالإسقاط النفسي فما عاناه أسلافهم يذيقونه ضحاياهم الفلسطينيين بعد أن احتلوا أرضهم ونهبوا بلدهم بمنطق ديني وتاريخي عقيم وغير مقبول على جميع المستويات الإنسانية أو الأخلاقية والتاريخية، ولكن أسوأ من ذلك ليس التمييز العنصري في حد ذاته وإنما عجز المجتمع الدولي عن السيطرة على سلوكيات إسرائيل وضبطها ووضعها في المسار الذي ينسجم مع القواعد والأعراف الدولية.هناك عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظماتها تتعلق بالحقوق الفلسطينية لم تجد طريقها للتنفيذ بسبب رفض ومماطلة وتسويف إسرائيل ووضعها لتلك القرارات في سلة نفاياتها التي وضعت فيها حتى الاتفاقيات التي وقعتها في أوسلو ومدريد، واكتفت بمنح الفلسطينيين قطاع غزة والضفة الغربية لتحشرهم فيها وتمنع عنهم ما تمنعه وتعطيهم ما تعطيهم، حتى السباحة في البحر لابد أن يستأذن من السلطات الإسرائيلية!تلك حالة صادمة لكل ما هو إنساني، وحتى داخل إسرائيل التي يوجد فيها عرب وهم من يسمون عرب 48 يعيشون في دونية وتعاملا استفزازيا يزهق أي حق لهم، فهم فقراء بصورة مزرية لأن السلطات الإسرائيلية تتعمد إذلالهم وإفقارهم حتى يظلوا تابعين وغير قادرين إلا على الحركة في إطار ضيق لا يهدد أمنها وسلامها العنصري، وبحسب الإحصاءات الإسرائيلية، تعيش 54% من العائلات الفلسطينية تحت خط الفقر، ومن دخل شهري لا يتجاوز ألف دولار مقابل 14% من العائلات الإسرائيلية الفقيرة.ولم يفعل المجتمع الدولي شيئا يذكر أمام هذا الوضع، وهو سيناريو واقعي جدا تنقله التلفزة ووسائط الإنترنت ووسائل الإعلام لحظة بلحظة، وهناك شرفاء إسرائيليون يؤمنون بالسلام المنطقي وأحقية الفلسطينيين في هذا الوطن ويرفضون مثل هذه السلوكيات غير الإنسانية ويرصدون الانتهاكات الجسيمة التي يقوم بها المستوطنون المتعصبون والأجهزة الأمنية القمعية، بينما العالم يتفرج ورسل السلام ومبعوثيه يزدادون سلبية وخيبة وابتعادا عن أي حل يكبح جماح الاحتلال البشع، ما يعيد القضية كلها للفلسطينيين أنفسهم من خلال معايشتهم المستمرة لهذا الامتهان لابتكار وسائل ضغط ومعالجات توقف العبث بحياتهم وحقوقهم الإنسانية في وطنهم، وما لم يفعلوا فلا ينتظرون شيئا من مجتمع دولي أدمن التفرج والعجز.