17 سبتمبر 2025
تسجيلالأردن ومصر ورغم مخاوف الأولى الدائمة من انطلاق ثورة الشعب ضد الحكومة وانشغال الأخرى بمعالجة لواحق ثورتها الا انهما تبنتا دعوة لبدء (تحقيق فوري) فى (الهجوم الاسرائيلي) على قافلة الحرية فى المياه الاقليمية الدولية القريبة من شواطئ غزة قبل أيام وسقوط (شهداء من المدنيين المؤمنين بقضية غزة وما تعانيه من حصار جائر منذ عام 2007)!!.. الحقيقة كنت أود أن تكون أوروبا وقيادات الغرب أن تتبوأ الدعوة لهذا التحقيق باعتبار ان ما جرى لايزال فى نظرهم مبرراً لصالح الجبهة الاسرائيلية التى اتخذت من (ارهابها) دفاعاً مشروعاً عن النفس لكن أن يطلق العرب دعوتهم لا سيما الأردن ومصر اللتان تحتضنان سفارات العدو الاسرائيلى وعلاقاتهما متوثقة مع هذا الكيان رغم مجازره وارهابه وحصاره ودموية سياسته فهنا على أن أضع من علامات التعجب ما يمكن أن يغنى عن تكملة هذا المقال!.. فهل يعقل أن يعيش التناقض المصرى والأردنى بيننا فلا نعد نعرف من اليمامة منهما ومن هو الغراب؟!!..هل يعقل أن نمد يداً بيضاء عربية تساعد وتعين وتطبطب ونخفى يداً ظاهرة أيضاً توثق العلاقة التى أعدها علاقات آثمة مع من يجب أن نعده عدواً كريهاً ومنبوذاً حتى قيام الساعة؟!.. بربكم هل تروننا مغفلين أغبياء لنصدق بأن العرب عرب والمسلمين مسلمون ولا يعكر صفو هاتين الكلمتين العظيمتين مصالح شخصية وترضية رخيصة لأميركا واتباعها؟!..هى السياسة يا فتاة!..وما لا تعرفينه انها لعبة والشاطر وحده من يكملها ويتقنها والعلاقة مع اسرائيل هى لصالح العرب والى هنا يجب أن تفهمى وما خفى أكبر من أن تعيه!..هل هذه هى الحجة التى تجعل من عمـّان والقاهرة تستتران خلفها ليكون الحال الى ما وصل اليه والى أبعد من ذلك بكثير؟!..هل هذه هى الحجة فى أن تستمر اسرائيل فى غيها وقرصنتها التى تعدت البر والبحر والسماء ما بين مجازر واعتداءات وهجوم وقتل وتدمير وهدم ونستمر نحن فى اطلاق دعوات خجولة للبدء فى تحقيق هزيل صورى وطبعاً استدعاء سفيريها فى الأردن ومصر لشرب كوب من القهوة ولا باس من استفسار مهذب (ما الذى حدث يا سعادة السفير؟..نريد أن نفهم فقط)!!..وأزيدكم من الضحة قهقهة حينما يعلن المجلس الوزارى التابع للجامعة العربية انعقاد اجتماعه الطارئ للبحث عن (رد قوى على الهجوم الاسرائيلى على قافلة الحرية)! رغم انشغال الجامعة على بكرة أبيها وجدها فى قلب الطاولة على الحكومة السورية (المتمردة).. سمعتم؟!..رد قوي!..يا ماما!.. بالله عليكم هل تستحق غزة كل هذا (التلاعب) بمصيرها المتأرجح ما بين اجتماعات واهية لا تهش ولا تنش ودعوات فارغة لتحقيق يترأسه اصدقاء لاسرائيل كما هو حال العالم كله وهى المنسية المجهولة الغريبة البعيدة المهملة بفتح الميم؟!!..قلتها سابقاً وأقولها كما قيلت فى مجزرة غزة قبل عامين من الآن والجرائم التى ارتكبها هذا الكيان المجرم فى حق شعب فلسطين كلها أيام وننام حكومات وشعوب.. سيذهب دماء الأبرياء سدى كما ذهبت أرواح عشرات الآلاف قبلها هباءً منثوراً.. ستأتى مجزرة جديدة اسرائيلية وستبقى غزة على حالها تعيش الدقيقة وتجهل بخوف ماذا تخبئ لها الدقيقة التى تليها..وسنبقى نحن ننتظر من الأردن طرد سفير اسرائيل وقطع العلاقات معها (والعودة) الى الحاضنة العربية باعتبار اننى لا أحب كلمة الحظيرة العربية!!.. سنبقى ننتظر أن تعود لمصر هيبتها واستحقاقها للصفة المتداولة عنها فى انها أم الدنيا لعلمى الأكيد بان الدنيا خلقت دون أب أساساً ليساهم مع الأم فى ولادة ابنة تعيسة هى الدنيا وأحفاد أتعس هم نحن!!..نعم.. سيبقى الانتظار منتظراً فى غرفة الانتظار وربما انتقل تلقائياً الى المشرحة ما دامت غزة تصرخ وتأتى فوهات البنادق الاسرائيلية لتخرسها..ومادامت حكوماتنا تدغدغ مشاعرنا بالخطابات الملتهبة والرد والصد وفى الأخير لا يغدو ذلك سوى ريش يتطاير لا يحط على مكان فيؤثر ولا يظل طائراً فيشعرنا بأن املاً يلوح فى السماء!.. حنانيكِ يا غزة.. أعز الله مقامك ورجالك واطفالك وترابك ومن يحبك ومات من أجلك وليخسف الله بمن تواطأ ثم مد يداً آثمة وصرخ لبيكِ غزة!.. يااااه ما أكثرهم!. فاصلة اخيرة: ولاةَ الأمر.. ما خنتم.. ولا هِنْتمْ جزاكم ربنا خيرًا كفيتم أرضنا بلوى أعادينا وحققتم أمانينا وهذى القدس تشكركم ففى تنديدكم حينا وفى تهديدكم حينا سحقتم أنف أمريكا فلم تنقل سفارتها ولو نُقِلتْ .. لضيعنا فلسطينا!! . ولاة الأمر هذا النصر يكفيكم ويكفينا تهانينا....!! ((أحمد مطر))