11 سبتمبر 2025
تسجيلبعض الأحاديث مهلكة، تنحسر الكلمات، وما بلغنا الوصف بعد، أو حتى لامسنا أفق التعبير الصحيح الصريح، لا بالشعر، ولا بالنثر.كالعاطفة التي تخص الأرض، الارتباط الوثيق بالوطن، بالأهل، والأصدقاء، والحب، بالمدرسة، والجدران والأرصفة، بظروف كون، وحياة ذاكرة.قبل سنوات خمس، كنت قد زرت إحدى الدول الخليجية، أذكر تماماً كيف أعجبني تطورها، جوها العام، شوارعها، وفنادقها، وظلت هذه الصورة الذهنية لم تتغير، إلى أن زرتها قبل أيام قليلة مضت، ولكن حدث أن الصورة التي سكنت في نظري اختلفت، وما عدت أعلم هل هو الزمن الذي توقف عند حدود هذه المدينة، أم أن عيني التي ألفت النهضة، والتجدد، والتطور العمراني السريع، ارتبكت في ظرف زيارة. لاحقًا، أدركتُ أن عجلة التقدم في قطر تسير بصورة فعالة، وأن الوثبة في سبيل التطور، ناجحة إلى الحد الذي ألفت فيها أعيننا الجمال، ولازمت أرواحنا رقة المنظر، وأنست النفس لطافة المكان.إنني وعندما أتكلم عن قطر، أخشى أن يحملني الحديث إلى وصف جنة ما رأيتها ولكني أظنها في الأرض " قطر "، أو أن يلجمني الكلام، فلا وصف يذكر، ولا حديث يحصر، إنه دوائي من الداء، وفي هوائها أكسجيني الذي يتضاءل كلما ابتعدت خارج حدودها.ولعل الجحود في معناه الجلي، أن أنكر فضل وطن، أما النفاق فان أظهر وجهًا دميمًا ما قابلتني به أرضي يومًا، إن ما يمس قطر وأميرها واعلامها وشعبها، إنما يمسني بالدرجة الأولى، وإنني لأنظر بعين المقت إلى كل تغريدة، وتدوينة، ومقالة، إلى كل إمعة انجرف فكره دون رؤية واضحة، أو هدف سامٍ. إنني عندما أعيش هذا التقدم الجميل، أحمل اليقين في قلبي أن " النهضة لنا ونحن لقطر ".موطني والمعزة فيك والشِعر ندد /ما له إلا ثراك ولا نسوه النشامى..