12 سبتمبر 2025

تسجيل

تُجّار أعراس النساء

31 ديسمبر 2018

وضع صاحبي هذا العنوان واسترسل هو في الحديث عن «تجار أعراس النساء»، قلتُ له: وما الذي تقصده؟ قال لي وأعطيته فسحة في الحديث عن «تجار أعراس الناس». وما أوقفته إلاّ لتوضيح بعض الأمور، وأكدتُ عليه بألاّ يتكلم عن جنسية معينة، وألا يذكر أحدا باسمه. فقال: أبشر يا صاحبي سأتحدث بالعموميات ولكنه واقع. وضع أمامي هذا العنوان فوجدته واقعاً وحقيقة ماثلة أمامنا في مساحات المجتمع السلبية. فقال: تجار أعراس النساء يستنزفون جيوب الرجال عن علم وترصد من الجميع، أقصد «المعرس وعائلته الكريمة « قلتُ له: من السبب فيما يحدث للمعرس؟ فرد علي بنبرة قوية حادة السبب في استنزاف أرصدة المعرس وعائلته الكريمة على رأسهم والده هم ( أم الزوجة والعروس وأخواتها)، وقد يكون السبب ( أم المعرس واخواته)، وكل هذا لعدة ساعات وتنتهي شهوة المفاخرة والتباهي « والمفوشر» و «وشوفو عرسي»، وغير ذلك من الوهم والوهن الذي تعيشه « أم العروس والعروس وأخواتها» في غالب الأسر القطرية والخليجية وغيرهم-إلاّ ما رحم الله-. وهم قليل!. وأزيدك معلومة يا صاحبي، فقد تكون تعرفها وهي أن متوسط الذي يدفع في هذه المناسبة فقط في عرس النساء أقصد « حفل زواج العروس» ما بين 400 ألف و600 ألف، وعند بعض الأسر يصل إلى المليون ويزيد. وإذا كانت هذه المعلومة خطأ فارجو التصحيح. قلتُ له: يا فرحة ووناسة « تُجار أعراس النساء»، كل يأخذ نصيبه من رصيد والد المعرس أو المعرس وقد تكون ديونا عليهما، فإذا أرصدتهما تتعرض لزلزل يقضي على كل ما بناه وأمّله والد المعرس أو المعرس. فقلتُ له: أليس هذا سفها يا صاحبي؟ فردّ عليّ: نعم إنه سفه من الدرجة الأولى. وأرصدة « تجار أعراس النساء» في ازدياد على حساب والد المعرس وابنه. ألا من عقل رشيد وتصرف سديد يقضي على تسويق « تجار أعراس الناس»، وعلى أوهام أمهات العروس ومن تبعهن.. إنها عادات وأعراف سيئة ذات رائحة كريهة لم يعرفها مجتمعنا من قبل، فأم العروس تقول هذه ابنتي الأولى فلنتركها ونكون معها في حفل رفافها الفاخر»الزبو» فلتفرح و»تستأنس»، وأم أخرى تقول هذه ابنتي الأخيرة فلنجعلها تفرح ونفرح نحن معها في نشوة حفل زفافها، يريد المعرس أو لا يريد هو الذي آتى وخطب ابنتنا فليتحمل طلباتنا ما بعد المهر. ألا بئس من عقول تفكر بهذا؟!. متى نستيقظ من هذا السفه في تبذير الأموال والتلاعب بهذه النعمة التي لا يرضى عنها الله سبحانه وتعالى، ولا الهدي النبوي الراشد، ولا أعراف أصحاب الفطرة السوية النقية، حتى ولو كان المعرس مقتدرا وكان والده كبير التجار «شَهْبَنْدر التجار»، ولو كان يملك مال قارون، ومليونير المجتمع، كل هذا لا يجوز. وغالب النساء مع الأسف الشديد اهتمامهن بالقشور لا بالجوهر، وبالزائف عن المفيد. وحدثني وقال قد يأتي هذا من يدعين أنهن متدينات وداعيات، ولكن إذا وصل هذا الأمر عند بناتهن نسين تدينهن وما يدعون إليه من حديث وتوجيه وإرشاد في محيطهن المجتمعي - كما يقلن- في الاحتفال لحفل زواج بناتهن، -كفانا تناقضا-. وأقول لك، هناك قليل من الأسر من يجعل حفل زفاف بناتهن بسيطاً في بيوتهن يحضره من العائلتين الكريمتين، لا يهمهم كلام الناس والقيل والقال المتداول على الألسنة المريضة، يهمهم مرضاة الله تعالى ومصلحة الزوجين ويجعلون كل نفقات الزواج التي كانت سيأكلها»تجار أعراس الناس» تستفيد منه الزوجة الكريمة لحياتها الزوجية، فأقول أنتِ نعم الزوجة الحكيمة بتصرفها الموزون. وهذا العمل المتواضع المقدّر هو إشهار وإعلام بالزواج، فبارك الله فيكم وحماكم من كل عين. فلا تجعلوا « تجار أعراس النساء» يجففون منابع أرصدتكم، ولات ساعة مندم بعد ذلك!؟. ◄ ومضة كفاكم تبذيراً في الأموال، ولو أقمتم حفل زفاف لابنتكم يتحدث عنه كل فئات المجتمع، ما أرضيتم من حضر هذا الحفل، ليؤكد لنا ولكم القاعدة الذهبية «إرضاء الناس غاية لا تدرك»، ارحموا المعرس والعروس رحمكم الله. فمتى تستيقظون؟! أو « ابن عمك أصمخ» وقد يطول «صمخه».