نجوم من بلدي (21)

أمام هذا الاسم.. لابد أن يتوقف المرء طويلاً.. نعم لقد خاض غمار التجربة في البدايات الأولى الصديق يوسف النعمة.. وتكرر الأمر فيما بعد مع "حاملة الحقيبة" الذي رحل عبر حقيبته إلى وطنه الأم اليمن السعيد.. ومع ظهور الصحافة، كانت نتاج جيل بأكمله عبر بدايات كل من المبدعات من بنات هذا الوطن.. كلثم جبر، دلال خليفة، شعاع خليفة.. ودور الأصدقاء أحمد عبدالملك وغيرهم.. ولكن النقلة النوعية في إطار الرواية القطرية، واستحضار الماضي وبناء الأحداث المتخيلة.كان الصانع الأبرز في هذا المجال الكاتب الروائي عبدالعزيز آل محمود. ومع ظهور العملين.. القرصان والشراع المقدس. ظن البعض أن الكاتب الروائي، مؤرخ للتاريخ، يا سادة يا كرام.. إن هذا الفن الإبداعي يختلف عن سرد وقائع التاريخ، جورجي زيدان قدم سبعة عشر عملاً تحمل اسم روايات تاريخ الإسلام، مزج بين الواقع والمتخيل.. سيد الرواية العربية نجيب محفوظ بدأ هذا الإطار، واستحضر التاريخ الفرعوني وجل الكُتّاب وإن طرحوا الواقع، فإن الواقع مجرد جسر صغير حتى يعبر إلى الأطروحات والأفكار. من هنا فإن الكاتب القطري آل محمود لا يسرد حقائق التاريخ وإن استحضر نماذجه من التاريخ، نعم في القرصان، كان الصراع في الخليج، مع مناطق ذات ارتباط عضوي بدول المنطقة وهذا البحر الذاخر بالعطاء، وصراع الآخر.. أما في الشراع المقدس، فالأمر أبعد من محيطنا الخليجي.. صورة من الحاضر.. مغلق بالماضي لأننا كنا نقطة الأحلام وصراع التجارة بين القارة الهندية، وكان ما كان. ذات الأمر الآن صراع النفط والغاز، من هنا فإن الرواية تقرأ الماضي بعيون الحاضر.. والرواية وإن قامت عبر الصراع في المنطقة فإن الأحداث عبر الشخوص تربط المنطقة بالعديد من دول العالم التي شكلت جسراً للإنسان. في هرمز، ومكة، وصولاً إلى بلاد بني عثمان وما كان يجري قبل عدة قرون. وكيف كانت التحولات. عبر الحملات التي اتخذت عدة محاور. منها ما هو مرتبط بالموقع الجغرافي، ومنها ما هو مرتبط بالعقيدة ونشر الديانة المسيحية، ذلك أن الهدف كان مزدوجاً خاصة في ظل ما يتميز به واقع الحياة في المنطقة، ومن خلال الروايتين يضع هذا الكاتب الكبير قدميه على خريطة الرواية العربية.. ولذا فإنني آمل أن تسهم الجهات المختلفة في تقديم العملية عبر الدراما، سواء في إطار السينما أو التليفزيون.. لأننا لابد أن نكون قادرين على تقديم بضاعتنا للآخر. وليس هناك مجال أهم من الدراما حالياً.