12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد خسر إرهابيو "داعش" بالفعل معركة الفوز بقلوب وعقول المسلمين، ويمكننا معا هزيمتهم. مع اقتراب عام 2014 من نهايته واستعراضنا لأحداث العام المنصرم، نجد أن أبرزها أفعال داعش الوحشية البربرية التي أثارت صدمة العديد منا.هذا التنظيم الخبيث لا هو بدولة ولا يمت للإسلام بصلة، بل إنه يحاول تحريف تعاليم الدين الإسلامي، هذا الدين الذي يمارس شعائره بشكل مسالم ما يفوق المليار شخص حول العالم يومياً، ليبرر أعماله البربرية من قتل وتعذيب واغتصاب واستعباد.لقد استهدف التنظيم بأعماله الوحشية أتباع كافة الأديان والأعراق، من مسلمين ومسيحيين ويزيديين وعرب وأكراد.وأفعال إرهابيي داعش ليست حربا مقدسة في سبيل الإسلام، بل إنهم جماعة إجرامية منحرفة هدفها القتل وتضليل ذوي النفوس الضعيفة وجذبهم نحو حياة وحشية بربرية.وقد تكاتف السُّنة والشيعة من أنحاء العالم للدفاع عن دينهم، وكلهم عزم وإصرار على ضرورة التصدي لأيديولوجية داعش المسممة.ونطاق الرد الدولي، من خلال تحالف يضم ما يربو على 60 دولة، يبين أن العالم لن يقف موقف المتفرج من هذه الأفعال المروعة التي يرتكبها مقاتلو داعش. وقد استضافت كل من البحرين والكويت وبلجيكا مؤتمرات لبحث مختلف أوجه جهود التحالف، كما انضمت قوات جوية من أنحاء المنطقة لمشاركة طائرات أوروبية وأمريكية شمالية وأسترالية في توجيه ضربات جوية ضد داعش.وقد التزمت المملكة المتحدة بدور أساسي في ذلك. وبناء على طلب من الحكومة العراقية، نشارك في الضربات الجوية العسكرية، وفي توفير دورات تدريبية ومعدات للقوات العراقية المسلحة، بما فيها قوات البشمركة، لوقف تقدم داعش.إلا أن الجهود العسكرية وحدها لا تكفي، بل إن هناك حاجة أيضا لحل شامل لهذه المشكلة.وهذا ما دعانا في الشهور الماضية لقيادة الجهود الرامية إلى تبنّي قرارات صدرت عن مجلس الأمن الدولي لحظر تدفق الأسلحة على داعش وغيره من الجماعات المتطرفة، ومنع انضمام مقاتلين لصفوفهم.وفي العراق دعمنا الجهود الرامية للحث على أن يكون الحكم خاضعا للمساءلة وممثلا لجميع أطياف المجتمع العراقي.وفي المملكة المتحدة فرضنا حظرا على دعاة الكراهية، ومنعنا التحريض على الإرهاب في مدارسنا وجامعاتنا وسجوننا، وكافحنا إساءة استغلال الجمعيات الخيرية، وحذفنا من شبكة الإنترنت مواد تروّج للإرهاب.ولدينا الآن تشريعات محلية جديدة لمكافحة الإرهاب تمكننا من حجز جوازات السفر لمنع مقاتلين محتملين من مغادرة المملكة المتحدة، وتتيح لنا أن نلاحق قضائيا أي مواطن بريطاني يرتكب أعمال إرهاب في أي مكان من العالم.علينا ألا ننسى أن أعمال داعش الوحشية ترتكب في وقت بات فيه ملايين الناس نازحين في أنحاء المنطقة. ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن عدد النازحين في عام 2014 أكبر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويقع عبء استضافة أكبر عدد من اللاجئين على عاتق كل من لبنان والأردن وتركيا، ما يشكل ضغطا كبيرا على مجتمعات هذه الدول والخدمات العامة فيها. وبالتالي لابد للمجتمع الدولي من مواصلة دعم صمود هذه الدول وقدرتها على تحمل هذا العبء. والمملكة المتحدة هي الآن ثاني أكبر دولة مانحة بشكل ثنائي استجابة لأزمة اللاجئين السوريين. حيث نقدم ما يفوق 700 مليون جنيه إسترليني من المساعدات الإنسانية لتوفير المواد الغذائية والماء النقي والرعاية الصحية والمأوى وغير ذلك من الخدمات الأساسية للمحتاجين في أنحاء سوريا والمنطقة. وهذه أكبر استجابة إنسانية بتاريخ بريطانيا، وهي دليل على التزامنا المستمر تجاه شعوب المنطقة.تبيّن أحداث العام الماضي أن تهديد السلام والاستقرار في أي مكان من عالمنا المترابط هذا يمتد أثره ليشملنا جميعا. ولهذا يجب أن نتصدى لتنظيم داعش معا، وبعملنا معا سوف ننجح.