18 سبتمبر 2025

تسجيل

إهـــانــة لــغــة

31 ديسمبر 2012

احترام أمة أو مجتمع للغته، وإنزالها مكانتها، ووضعها في موضعها اللائق بها التي تستحقها، وتحقيق ممارستها، وتعليمها للأجيال جيلا بعد جيل، معتزاً بها يحبها ويصونها ويحرسها لا يبتغي غيرها. فاللغة ليست كلاماً يقال للتواصل، بل هي هوية وفكر وأخلاق وقيم وسلوك وممارسة.. قال ابن تيمية - رحمه الله - "اعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيراً بيناً..."، وقال - رحمه الله - "... واللغات من أعظم شعائر الأمم التي يتميزون بها...". وأي مجتمع يتخلى أو يبتعد قليلاً قليلاً عن لغته الأم أو يستهين بها، اعلم أنه مجتمع مغرب ضعيف ومنهزم ومنصهر مستغل مشوش في كل شيء ومستولى عليه. فمن صور إهانة لغة: - * ملصقات توضع على الأرض عند أبواب الجمعيات التعاونية "الميرة" كدعاية وإعلان عن منتجات أو تسويق للمنتجات، فالأقدام تدوس وتطأ هذه اللغة.. أين مجلس الإدارة عن هذا والرئيس التنفيذي للميرة؟ والحل اتخاذ قرار نافذ بمنع مثل الدعاية والإعلان. * استخدام الصحف العربية في مغاسل السيارات للتنظيف. * وضع أوراق دعائية عن المغسلة الفلانية ومحلات تلميع وتنظيف السيارات تحت أرجل السائقين بعد الانتهاء من تنظيفها وتسليمها لسائقها فتطأها أقدامه. والحل سهل جداً وضع أوراق بيضاء لا كتابة عليها البتة. * وضع الصحف العربية للأكل عليها من بعض الأشخاص للأسف الشديد.. والحل معروف عند الجميع. * وضع الصحف على الزجاج على المحلات الجديدة كتغطية لها أو أماكن البنيان. * بعض وكلات السيارات تستخدمها بعد الانتهاء من السيارة فتضعها تحت أرجل السائق، والحل وضع أوراق بيضاء لا كتابة عليها البتة. * التحدث في المؤتمرات باللغة الأجنبية ونحن نعيش في دولة لغتها الرسمية اللغة العربية. فالرئيس الفرنسي "جاك شيراك" انسحب من مؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل عندما قدَّم الفرنسي أغيرنست سيلييرغ رئيس البنك المركزي الأوروبي تقريراً اقتصاديّاً للمؤتمر، وتحدَّث بالانجليزية، فقد قاطعه شيراك بعد أول جملة، وقال له: "لماذا بحق السماء تتكلم الانجليزية؟" فأجاب "لأنها أصبحت لغة الاقتصاد العالمي".. لكن شيراك لم يقتنع، وخرج مع بقية الوفد الفرنسي من القاعة، ولم يعودوا إلا بعد أن غيَّر سيلييرغ لغة الحديث إلى الفرنسية. "حرب اللغات" محمد علي صالح، صحيفة الشرق الأوسط، الجمعـة 9 ربيـع الأول 1427 هـ، 7 أبريل 2006، العدد 9992. ونحن عندنا إذا تمكن أحد منا من لغة قوم تحذلق وتنطع وتفيهق وتفلسف وتشدق ولوى لسانه وأدخل في كلامه وفي ثنايا حديثه كلمات أجنبية. ونرجو ونأمل من الجهات الرسمية في الدولة، خاصة من أعضاء مجلس الشورى الموقر من إصدار تشريع بمعاقبة ووضع حد لكل من يسيء ويهين اللغة العربية لغة الدولة الرسمية وأهل البلد، وأن تتحرك وزارة البلدية ووزارة الأعمال والتجارة، وكذلك أعضاء المجلس البلدي في وقف هذه الإهانة للغة. فهل نحن فاعلون ومتحركون؟؟.. فالأمر مؤلم ومثير للاستغراب!!! "ومضة" قال مصطفى الرافعي - رحمه الله - "ما ذلت لغة شعبٍ إلاّ ذل، ولا انحطت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ...".