12 سبتمبر 2025

تسجيل

لنفتح صفحة جديدة

31 ديسمبر 2006

أجمل ما في مناسبات الأعياد إضافة إلى كونها تأتي بعد عبادات أنها تحيي العلاقات الاجتماعية، وتجدد الروح فيما انقطع منها، وتعمل على تفعيل التواصل فيما بين الاهل والاقارب ولو لفترات محددة. هذه المناسبات التي تعلوها مظاهر الفرح والسعادة والتراحم والتآلف والتوادّ. . نريد استمراريتها وديمومتها طوال العام، وهذا التواصل وهذه الزيارات مطلوب الحرص عليهما طوال العام، ولو مرة في الأسبوع، فنحن للأسف الشديد لم نعد نلقي بالاً لعلاقاتنا الاجتماعية، ولم نعد نعير التواصل مع الأهل والاقارب والجيران أية اهمية، وهذه اشكالية نعاني منها على مستوى الافراد وعلى مستوى الأسر، فقلما تجد حرصاً منا على خلق تواصل حقيقي مع الاهل والاقارب، بل احيانا نفتقد لصورة التواصل حتى مع الاسرة الصغيرة. مناسبات الاعياد تذكر بهذه الميزة الجليلة، ألا وهي صلة الرحم، التي أوصى بها الله عز وجل، وشدد عليها رسوله صلى الله عليه وسلم، وظلت تمثل إرثاً في تاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية، الى ان بدت تتقلص شيئا فشيئا في عصرنا الحاضر، لأسباب عدة، ربما ابرزها طغيان الجانب المادي، وانشغال الجميع بأمور حياتهم اليومية، واعتقادهم بأن اللحظات التي يمكن ان يقضوها في زيارة الاهل والاقارب والجيران، يمكن استثمارها في تجارة او عمل اقتصادي مربح. . ، بينما الحقيقة هي عكس ذلك، فالله عز وجل يبارك في الاوقات والاعمار كلما كان الشخص قريبا ومتواصلا مع اهله واقربائه، وواصلاً صلةَ رحمه. في هذه الايام الفضيلة تجد تسامحاً وابتسامة تعلو الوجوه، فلماذا لا تستمر مثل هذه الامور فيما بيننا على الدوام؟ ولماذا لا نتخذ من هذه المناسبة بداية لفتح صفحة جديدة مع انفسنا أولاً، ثم مع المجتمع بأسره؟ ولماذا لا نعود انفسنا على التواصل مع الاهل، والبدء بزيارات الى الاقارب، والسؤال عن الجيران؟ لماذا لا نصطحب ابناءنا في زيارات للاهل طوال العام، لتعويدهم على التواصل، وترسيخ قدسية العلاقات الاجتماعية فيما بيننا؟. نريد ان تتحول ايامنا جميعها الى اعياد، نعم هناك منغصات تمر بنا في حياتنا اليومية، وهي سنة الحياة، ولكن هذه المنغصات والمشاكل هي مرحلية ينبغي ألا تكون السبب في القطيعة بين الاهل، وينبغي ألا نجعل مشاكل بسيطة بيننا وبين اسرنا واهلنا وجيراننا جدراناً لا يمكن إزالتها. . . أحب أن أذكر بأن الله لا ينظر إلى الأشخاص المتخاصمين، ولايرفع اعمالهم حتى يصطلحوا، فلنجعل من هذه الايام مناسبة لصفاء الروح، واصلاح ما افسدته الحياة المادية التي نعيشها، واعادة الروح الى العلاقات المقطوعة إذا ما وجدت، والحرص على تقوية ما هو قائم منها. وكل عام وأنتم وهذا الوطن العزيز تنعمون بالأمن والأمان والاستقرار.