20 سبتمبر 2025
تسجيلجملة نقولها بعد جولة صراع مع مشاعر مختلطة تنتاب النفس، تكون السلبية منها هي الأقوى والأكثر سيطرة، فتخرج تلك الكلمات صادقة معبرة عما يجيش بالصدر، فيقول المرء: ضاق صدري.ضاق صدري مما سمعت من أخبار مؤلمة، وضاق صدري من كلمات جارحة سمعتها للتو من صديق، وضاق صدري لمشاهد حزينة لفقراء ومساكين، وضاق صدري لأني نمت عن صلاة مكتوبة، وضاق صدري لعدم بري بوالدي اليوم.. وقائمة طويلة لا تنتهي من تلك التي تبعث على ضيق الصدر وكدره.يقول الأطباء بأن الكلمات التي قد تبعث على الانفعالات النفسية السلبية، تؤثر بشكل كبير على شرايين القلب، وإنْ كان الشخص صحيحاً قوي القلب. ومن هنا ربما جاءت مقولة ضاق صدري عند العامة، بسبب ما يحدث لشرايين القلب من تغييرات يشعر بها الإنسان على شكل ضيق وبعض الألم في الصدر، فتراه من بعد ذلك على الفور يبحث عن مكان مفتوح ليتنفس فيه بعمق، ربما كنوع من عمل لا إرادي بحثاً عن أكسجين نقي يملأ به صدره، ويريح قلبه وشرايينه.إن المحافظة على جسم صحيح لا يكون فقط بالغذاء الصحي، بل أيضاً بالغذاء الفكري أو النفسي السليم. إن السماح بدخول الغث والرديء من الأخبار والأحاديث والكلمات السيئة المحبطة والمحزنة إلى الذهن، أشبه بدخول الطعام والشراب غير الصحي إلى الجوف، والمؤدي بعد حين من الدهر لا يطول، إلى أمراض ومشكلات لا حصر لها.لنهتم إذن بما يخرج من أفواهنا من كلمات تجاه النفس والغير. ولنهتم بتنقية أسماعنا وأبصارنا وأذواقنا من كل ما يربك الشعور العام لدى النفس، ويصنع مشاعر سلبية كئيبة محبطة. لنتفاءل بالخير كي ينعكس هذا التفاؤل على سلوكياتنا مع أنفسنا وغيرنا، لأجل أن تطمئن نفوسنا ومن حولنا. وليس هناك أفضل ما يستعين المرء به على ذلك سوى ذكر الله.ألا بذكر الله تطمئن القلوب.