19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); احتار الكثير في تعريف الثقافة، فعرف في المجاز، أن الثقافة تعني مثاقفة ومعرفة ما يدور حول المرء، كأن يكون الخباز أثقف الناس في خبزه، والحداد في صنعته، والطبيب في تطبيبه، والمزارع في فلاحته، فقيل في الاصطلاح: ثقف فلان الشيء أي لقفه أو التقطه، ثم وضعه في مكانه الصحيح، أي هي وضع الأمور في نصابها والنقاط على حروفها بغض النظر عن كونه يقرأ ويكتب.قال البعض إن الثقافة المعاصرة كومة من العلوم والفنون والمعارف والعادات والقيم الدينية والسياسية والاجتماعية المنسجمة معاً، والمكملة بعضها بعضا، وتبصم على الورق للقراءة فقط. ومنهم من قال إن الثقافة الحقة، أن يكون لكل إنسان شخصية تمنحه التميز والبروز بين جمع من الناس حسب ظروفهم وإمكانياتهم، مع وجود المصالح والأهداف التي تنسجم مع فكر وشخصية ذلك الإنسان مع من حوله، والأهم أن تكون بعقلانية منتـظمة ومستمرة.ما فهمته عن الثقافة الحديثة، أنها البذرة التي تتكون منها شخصية الإنسان، فيجعلها قاعدة ينطلق منها لتكوين قالب لشخصيته أمام الملأ، فتصنعه وتبلوره في دائرة وتصنيف معين يظهر به أمام عقول الناس، وهذه تشكل للآخرين قاعدة للمثقف العارف الفاهم الذي يصل إلى مبتغاه مع إفادة نفسه بوجوده وغيره بحصوله..وقيل إن المثقف هو الإنسان الذي يبحث عن الكمال العقلي مع عقول من حوله، وأن يكون دائم التلاقح في الأفكار والمعلومات، مع إظهار مدى جدية أخذه وعطائه العقلي والتطبيقي في دورة حياته معهم. أما برأيي، أن الثقافة الحقيقية هي الكمال الأخلاقي، وإن ثقف الخلق الجيد التقاطه ووضعه في موضعه هو الثقافة بعينها، فهل من المعقول أن يكون شخص يتصف بكل الصفات المذكورة أعلاه، ويفعل فعل قبيح ينفيه ويرفضه الدين والعرف ؟ مثلا وليس حصراً كـقطيعة الرحم، أو البصق على الأرض، أو رمي المخلفات من السيارة، أو عدم انتظار الدور، فهل نسمي هذا الشخص مثقفا ؟ إذاً الثقافة الأخلاقية أهم من الثقافة العلمية، ولذلك بعث الله سبحانه الأنبياء كي يكملوا الناس ويثقفوهم أخلاقيا، ولم يبعثهم كي يكملوهم ويثقفوهم علمياً ! أي نعم علموا الناس القراءة والكتابة، ولكن تكميليا، وليس مطلباً أساسياً، لأن الشعوب تستطيع أن تعيش مع بعض بسلام ومحبة بلا علم، لكن لا تستطيع أن تفعلها ليوم واحد بلا أخلاق.