19 سبتمبر 2025
تسجيللا أشعر بطمأنينة إزاء ما يجري في أبيي تحت بصر العالم، ابتداء من الحكومة السودانية وحكومة الجنوب ومفوضية الاتحاد الإفريقي، بل والأمانة العامة للأمم المتحدة في ذلك أن هذا العصر هو عصر اللاقانون واللاشرعية وعصر انتهاكات سيادة الدول.. عصر الفوضى الخلاقة بصرف النظر عن المخلوق الذي سينتج عن تلك الفوضى وفي الغالب فإن مخلوقاً نتج عن فوضى فإنه بالضرورة سيكون مشوها ومسخاً وخلاقة كما يقولون بالدارجية السودانية.. ومهما كان الأمر فإن وراء الأكمة ما وراءها ومن دروس علاقاتنا مع الحركة الشعبية سواء بحضور الصقور أو في غيابهم فإن مثل هذا المسلك بالضرورة سوف يقود إلى عمل أحمق وأرعن وسوف يدفعنا دفعاً إلى رفع السلاح والدخول في حرب.. وهذا نوع من الاستدراج لكي يبدو الجانب الآخر مسالماً وديمقراطياً.. ويظهر جانبنا من أهلنا المسيرية وكأنهم دعاة حرب وعنصريون ودمويون ويريدون السيطرة على أراضي هؤلاء المساكين.. ويدخلون عنصر الدين واللون والعرق في القضية. وهناك مؤشرات واضحة تقول بذلك، كأن تكون هنالك مفوضية استفتاء وأن تسلط وسائل الإعلام الدولية الأضواء عليها.. وأن تصمت حكومة الجنوب على ذلك، فمن أين لهؤلاء بتنظيم هذا الاستفتاء من تسجيل وتصويت وفرز وإعلان نتيجة معلومة مسبقاً!؟. إنني أشك كثيراً جداً في أن هذا الذي يجري وراءه ما وراءه من مؤامرة دولية ستفضح عن نفسها عقب إعلان النتيجة المعروفة سلفاً.. وستكون هناك مبررات جاهزة لدى المنظمات الصليبية والصهيونية التي تمول مثل هذه الأعمال العدائية ولنصبر جميعاً لنرى ذلك، فالأمر صار مكرراً ومفضوحاً إن كنا نتذكر ادعاءات سلفا في إحداث هجليج والاعتداءات التي تمت.. ثم الخارجة التي رسموها وأدخلوا هجليج وأبيي داخل حدود الجنوب وسلموا تلك الخارطة لمفوضية الاتحاد الإفريقي التي كادت أن تصادق عليها.. أنا أرجح أن الذي يجري في أبيي لا يختلف عن الذي جرى في هجليل وأن هناك قوى دولية أوصت لهؤلاء القيام بهذا العمل الأحادي.. وأن تلك القوى ستكون جاهزة للقيام بتسويق نتيجة الاستفتاء وتؤلب علينا العالم من جديد وسوف تظهرنا كالوحوش الضاربة المعتدية على أبيي كما اختطفوا كلمة واحدة فلتت في لحظة غضب ونشروها بأن السودان سيقتل الجنوبيين كالحشرات!! لعل الجميع يتذكر ذلك إبان استرداد هجليج.. وأذكر هنا اللجنة الدولية المكونة من بريطاني وأمريكي لتحديد الفاصل بين البلدين وكادا يبلغان بالحدود إلى منتصف السودان لإدخال هجليج وأبيي في داخل الحدود لدولة الجنوب.. أقول هذا ومنتظر النتائج وما سينتج عن النتائج من تداعيات.