15 سبتمبر 2025

تسجيل

الديكتاتورية أحيانا تكون أفضل!!

31 أكتوبر 2013

أتفق وأختلف مع زميلي العزيز فهاد اليامي فيما كتبه بمقاله أمس في "الشرق الرياضي" تحت عنوان "ديكتاتورية اتحاد الكرة".. تعليقا على تصريحات الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني رئيس جهاز الكرة بنادي الوكرة حول قرار تقليص عدد اللاعبين الأجانب في الأندية المشاركة في دوري نجوم قطر ابتداء من الموسم المقبل. أتفق معهما في أن اتحاد الكرة كان لابد أن يحترم الأندية ويفتح حوارا معها بشأن قضية اللاعب الأجنبي.. وكان لابد من التمهيد للقرار بإجراء جلسات حوار ونقاش بين إدارة الاتحاد ولجنته الفنية من جانب وممثلي الأندية من جانب آخر قبل اتخاذ قرار تقليص عدد اللاعبين الأجانب وبدء تنفيذه في الموسم المقبل.. فهذا القرار كان مفاجئا للجميع حتى للذين رحبوا وأشادوا به. وإنني شخصيا كناقد ومراقب فوجئت بتوقيت القرار برغم أنني كنت أتوقع صدوره لأنني كنت واحدا من الذين طالبوا بتقليص عدد اللاعبين الأجانب لإتاحة الفرصة الأكبر للاعب المحلي للظهور بعد أن استحوذ الأجانب على كل فرص اللعب لأن المدرب الأجنبي يفضل اللاعب المحترف الجاهز.. ولا يريد أن يجهد نفسه أو يغامر بعقده إذا دفع بلاعب محلي قليل الخبرة. إن توقيت تطبيق القرار من الموسم المقبل قد يعرض الأندية للعديد من المشاكل في توفيق أوضاعها مع اللاعبين الأجانب المرتبطين معهم بعقود تمتد لعامين مثلا.. وكذلك في البحث عن البديل السريع والجاهز الذي يمكن أن يحل محل اللاعب الأجنبي.. لذلك أطالب الاتحاد بمد يد التعاون مع الأندية للخروج من هذه الأزمة. أما ما أختلف فيه فهو المبالغة في وصف اتحاد الكرة بالديكتاتورية.. وأنا هنا لست مدافعا عن الاتحاد.. بل إنني أراقب الموقف والأحداث وأقول رأيي بموضوعية.. واختلافي يتركز في نقطتين..الأولى أن الاتحاد كان يمر بمرحلة انتقالية في الشهور الماضية التي كانت تتم فيها إجراءات انتخابات مجلس الإدارة الجديد.. ولم يكن من المناسب أن يتحدث أحد أو يتخذ قرارا في قضية خطيرة مثل تقليص عدد اللاعبين الأجانب في فترة ما قبل الانتخابات وهي ما يطلق عليها "فترة الريبة" والتي لا يحبذ خلالها اتخاذ قرارات مصيرية. أما النقطة الثانية فتتمثل في أن التوقيت الذي أصدر فيه الاتحاد القرار كان مناسبا لأن قطر كدولة وكاتحاد كرة تستعد لمونديال 2022 ولابد أن يكون العنابي في هذه البطولة التاريخية على قدر وأهمية هذا الحدث الكروي الكوني ولابد أن يستعد له الجميع من الآن.. فلا تستهتروا بالوقت خاصة أننا نتحدث عن بناء منتخب وطني قادر على الذهاب بعيدا في المونديال القطري.. وأن تقليص الأجانب من الموسم المقبل سيتيح فرصا أكبر للاعبين المحليين الوطنيين للمشاركة في الدوري.. وبالتالي تظهر مواهب دولية جديدة بما يعود بالفائدة المناسبة على العنابي الذي عانى تراجع المستوى والنتائج في السنوات الأخيرة. أخيرا وليس آخرا.. فإن الديكتاتورية أحيانا تكون الخيار الأفضل لاسيَّما إذا كانت تصب في قضية كسب الوقت وتحقيق المصلحة الوطنية.