15 سبتمبر 2025
تسجيل"الوكرة" هي ثاني أكبر مدينة في دولة قطر، بعد العاصمة "الدوحة" التي تبتعد عنها بمسافة 12 كم. وبلغ عدد سكانها في عام 2007 أكثر من 200 ألف نسمة، واليوم يقطنها حوالي 380 ألف نسمة، ومن المتوقع أن يزداد العدد إلى 600 ألف نسمة قبل عام 2022 مع تنظيم البلاد في ذلك العام، إن شاء الله، كأس العالم لكرة القدم. حيث تستضيف المدينة الرياضية المقرر أن تُنشأ في الوكرة، ضمن مشاريع المونديال والخطة العمرانية للدولة، جانبا من منافسات البطولة. في الوكرة، لا يوجد مركز شبابي أسوة بالمدن الأخرى، لكن فيها ناد يعد من أعرق الأندية القطرية يحمل اسم المدينة، ولقد تأسس في العام 1959، ولم يسبقه من حيث التأسيس سوى عميد الأندية القطرية "الأهلي" الذي تأسس عام 1950. آخر إنجاز لفريق كرة القدم في النادي كان التأهل لنهائي كأس سمو الأمير المفدى، حفظه الله، في الموسم 2004-2005 وخسارته بضربات الترجيح أمام الزعيم نادي السد العالمي، في نهائي شهد افتتاح إستاد خليفة الدولي بعد إعادة تشييده من جديد لاحتضان حفلي افتتاح وختام دورة الألعاب الآسيوية "الدوحة 2006". واليوم أتذكر هذا النهائي بحسرة، لقد أحدث وصول النواخذة إلى نهائي البطولة الأغلى في قطر بعد اكتساحهم للعرباوية في مباراة الإياب 4/1، ليعوضوا خسارتهم في مباراة الذهاب بهدف نظيف، انقلابا جماهيريا في مدينة الوكرة عكس حب أهل المنطقة وعشقهم الشديد لناديهم، وكانت أعلام النادي ترفرف على سيارات سكان المنطقة الذين زحفوا خلف فريقهم لتشجيعه ومؤازرته في ذلك النهائي الكبير. أين جماهير نادي الوكرة اليوم؟ ولماذا غابوا عن مؤازرة فرق النادي المختلفة في السنوات الأخيرة؟ في هذا الموسم، وبعد مضي خمس جولات على دوري نجوم قطر، يحتل فريق كرة القدم المركز الثاني خلف السد، وهو مؤهل إذا ما استمر في أدائه القوي أن يكون، على الأقل، أحد أضلاع المربع الذهبي. لكن الفريق، وعلى غير العادة، لا يوجد من يؤازره ويدعمه في رحلة الدوري الشاقة، ليس في ملاعب الفرق الأخرى خارج المدينة، وإنما حتى على ملعبه إستاد سعود بن عبد الرحمن بالوكرة. لو حضر 10 في المائة فقط من سكان مدينة الوكرة مباريات فريق كرة القدم على إستاد سعود بن عبد الرحمن لضمنا تواجد 3800 متفرج خلف الفريق، علما بأن الإستاد يسع 15 ألف متفرج، ولكن هذا العدد وقياسا على أعداد الجماهير التي تحضر مباريات الدوري، بمن فيها جماهير ناديي الريان والعربي اللذين يملكان أكبر قاعدة جماهيرية، يعتبر جيدا. كما أنه لو حضر نصف هذا العدد مباريات الفرق الجماعية الأخرى للنادي في الكرة الطائرة، كرة السلة، وكرة اليد لامتلأت الصالات الرياضية التي تجرى عليها منافسات تلك الألعاب عن آخرها. من المفترض وفي ظل الكثافة السكانية المتزايدة في منطقة الوكرة، أن يكون نادي الوكرة هو صاحب القاعدة الجماهيرية الأكبر في قطر، على اعتبار أن هذه المدينة، والمنطقة الجنوبية في الدولة، لا يوجد فيها سوى هذا النادي الوحيد، عكس مدينة الدوحة ذات الكثافة السكانية الأكبر في الدولة ولكنها تحتضن أربعة أندية رياضية هي الأهلي، والسد، والعربي، وقطر. والأمر نفسه ينطبق على المناطق الشمالية والغربية في البلاد التي تقع فيها أندية أخرى من الدرجتين الأولى والثانية. هل يمكن أن يتواجد في مدرجات "سعود بن عبد الرحمن" 3800 متفرج؟ نعم، يمكن تحقيق ذلك من خلال عمل ترويجي وتسويقي قائم على خطة واضحة المعالم والأهداف لاستقطاب الجماهير، وهي مسؤولية يتحملها النادي بالدرجة الأولى، ولكن يشارك في تحملها أيضا سكان المنطقة. في الموسم الرياضي 1995-1996 استضاف الوكرة فريق العربي في مباراة حاسمة على لقب الدوري، وكان يحتاج إلى الفوز فقط ليتوج بلقب الدوري لأول مرة في تاريخه، في حين كان العربي يحتاج للظفر بنقطة التعادل فقط. واستطاع الأخير الفوز بثلاثية مقابل هدف وحيد ليتوج باللقب في ملعب الوكرة وبين جماهيره التي ملأت كل مدرجات إستاد "سعود بن عبد الرحمن". في ذلك الموسم لم يتجاوز عدد سكان الوكرة مائة ألف، والآن عدد سكان المدينة يقارب الـ 400 ألف نسمة. نادي الوكرة يحتاج إلى فزعة "هل الوكرة".