20 سبتمبر 2025
تسجيللكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ليعلم أن الخطأ القاتل الذي أدركه ملياً الأحرار المتنورون وشعر به فطريا عامة الشعب في سورية واعتبره المنافقون والمطبلون والمزمرون وأشياع فرعون في كل زمان ومكان إنجازاً حازوا به قصب السبق وبراءة الاختراع تحشيدا للباطل وأهله هو الاتجاه المعاكس لناموس الحياة والمناقض لدستور البلاد بالالتصاق والتبعية الإمعية وذلك في عملية قرصنة أخذت صفة الشرعنة بعد تعديل الدستور في بيان عمر رئيس الجمهورية الذي يجب ألا ينقص عن أربعين سنة فتم التعديل ببرهة سويعة متسارعة لشاب يبلغ أربعة وثلاثين عاما وهو اليوم لا يرى أي فائدة للتسارع في إصلاح لو حدث وكان حقيقيا فعلا فإنه كفيل بأن يذهب به إلى وادي الهلاك لأنه وأباه قبله لم يعرفا الإصلاح البتة وإنما ارتهن بقاؤهما بالفساد والإفساد على كل صعيد واتجاه داخليا وخارجيا. وحدثت الطامة التي أخذ الشعب السوري المصابر يدفع فاتورتها الغالية من دمه وماله طيلة أحد عشر عاما فاضت بالقهر والذل والاعتداء على كرامات الناس وخصوصياتهم والسجن والقتل والسحل والنفي والظلم، حديث لا ينتهي عن مآسيهم ولم يفسح أي مجال لبصيص نور لكل حر في البلاد إلى أن قدر الله إشراقة الربيع العربي وانطلاقة الضعفاء القوية في تونس ومصر وليبيا واليمن فكانت الشرارة التي ألهبت قلوب المظلومين المقهورين في بلاد الشام، فهبوا أسودا حقيقيين في وجه الاستبداد والاستعباد الجاثمين على الصدور وأشعلوها ثورة مباركة خرجوا فيها بكل عفوية وفطرية، حيث إن زلزال الذل والظلم والاحتقار فعل فعله فيهم فكان لابد أن ينفجر الوضع وتحتد الحالة وتدفع في اتجاه التخلص من هذا الحكم الأسدي الوحشي المتخلف وتجعله بائدا وتصرخ بكل حق ووعي في وجهه (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)، "الإسراء: 81". وأشقى الولاة من شقيت به رعيته كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم تقول له: لا يمكن أن تحل الأزمات إلا بحسن السياسة التي تعني حسن التدبير واقترانها بالكياسة التي تعني سعة الصدر لا ضيقه في تعامل حاكم مع شعبه وقد قتل وسحل وجرح وسجن ونفى واضطهد وداس كرامة الرجال والنساء والشباب والشواب ولذا كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: "آلة السياسة سعة الصدر، وقد بدا الرئيس الشاب وهو يحكم منذ أحد عشر عاما أن الحكم راحة ومتعة وأمر ونهي لا مسؤولية وهم دون وهم كما قال المفكر سالازار: من السهل أن تصل إلى الحكم ولكن من الصعب أن تحكم! وبدلا من أن يطلق الإصلاحات الفعالة التي طولب بها من قبل المحتجين الثائرين أطلق الرصاص والنيران عليهم فقتلهم وحرقهم ومَثَّل بالأطفال والنساء والمدنيين.. فيالها من حماقة. فمن ذا الذي عنده ذرة عقل ويدعي أن هذا الرئيس الذي نصب جبرا على قومه يمكنه أن يصلح وهو بهذه العقلية المتخلفة والحمق المزري الذي لا دواء له والتعاطي بزئير الأسود لا بسجع الحمام الذي بالإحسان يستعبد الناس ويرضيهم ويعيد المعادلة الوطنية المتوازنة ليحفظ البلاد والعباد إن كان مخلصا وطنيا. أجل لو كان وطنيا مقاوما ممانعا لكان أسدا في وجه الصهاينة لتحرير الجولان المحتل وليس احتلال سوريا والعمل على تحريرها من كل حر بطل مغوار وطني حقيقي لا يركع إلا لله ولا يستجيب إلا إلى نداء الحرية والكرامة والعدالة: أسد علي وفي الحروب نعامة ربداء تنفر من صفير الصافر يطلع الآن الرئيس السوري وهو يسحق الوطن والمواطن ليهدد العالم أجمع ويستهزئ بالقارات والدول العظمى والصغرى والهيئات ومنظمات حقوق الإنسان ومراكز الإعلام الحر ليصرخ ويصرخ بزعاق إرهابي ينكره الشعب الأبي أنه في حال التدخل الغربي العسكري فسيحدث زلزالا يدمر ويهلك البلاد والعباد بحرب إقليمية لا تبقي ولا تذر فهل تفهمون يا بشر، وكذلك فإنه يتوعد بنشوب الحرب الأهلية التي ستعيد بعث بل خلق أفغانستان جديدة في المنطقة، يا للأسف لمثل هؤلاء الذين يدعون معرفة السياسة وهي منهم براء تماما كوزير خارجيته وليد المعلم بفتح اللام الذي أراد أن يلغي أوروبا ويمحوها من الخريطة. إن الأسد يريد بهذا الزئير الذي هو أقرب إلى الهرير أن يروع جامعة الدول العربية ومسؤوليها المجتمعين في الدوحة مع وفده الرفيع المستوى ناسيا أن الطبل الأجوف الكبير لا ينتج إلا صوتا فارغا وأنه لا قيمة لجعجعة بلا طحين. لكأن العالم بأسره مرهون له فكأنه إذا نبس بلهاته ارتجف منه وهذا شأن الجبان الرعديد لا شأن الشجاع الواثق بنفسه القوي المتوازن المتماسك وقد فرق العلماء في فهمهم للقوة والطغيان فاعتبروا مثلا أن فرعون كان طاغية ولم يكن قويا وأن موسى عليه السلام كان هو القوي ولو بدا أنه ضعيف أمام فرعون، ولذا كانت الغلبة له وأغرق الله جند فرعون ثم نجاه ببدنه ليكون آية للعالمين جميعا بعده، لقد كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يوجهنا إلى ذلك بقوله (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) لقد شن بشار بحماقته تلك هجوما لا مسؤولا اعترف به أنه إرهابي دولي ويصدر الإرهاب ثم يزعم أنه يريد حل الأزمة وأنها أزمة أخلاقية كما صرح في حديث سابق له، عجبا لمن يعطي الأمة درسا في الأخلاق وهو القاتل اللاإنساني الذي بينه وبين الخلق كما بين السماء والأرض ألا ليته فهم المثل التركي الذي يقول إذا فسدت السياسة ذهب السلطان، أو فهم حكمة الشاعر الحموي بدر الدين الحامد: إذا كنت يا هذا قويا فلا تكن غريرا فكم خيل بفرسانها تكبو وليعلم أن الثوار أقوى منه فإن أقوى الأشجار ترتفع من بين شقوق الصخر وكما قال الأديب مصطفى صادق الرافعي: ومثله غاندي إن الحق أقوى من القوة وإن الشعب أقوى من الحكومة وفي نهاية الصراع فإن النصر للذي يحتمل الضربات لا للذي يضربها! وكما قال جورج بومبيدو: آفة القوة استضعاف الخصم أو كما قال المتنبي: لا تحقرن صغيرا في منازلة إن البعوضة تدمي مقلة الأسد لقد مرد هذا الرئيس المزعوم على الوصولية والحقد والطغيان والإرهاب وجاء سرا لأبيه الذي اصطنع جبهة الصمود والتصدي كذبا وزورا فكانت لوأد المقاومة الحرة في الشام وقتل الناس وسجنهم من دون أن يعرف أحد أين هم وحتى هذه اللحظة أي في عهد الابن وكان ذلك بعشرات الآلاف في حماة وسجن تدمر وسجن صيدنايا وغيرها وحدثت أهوال تشيب لهولها الولدان ثم يقول بشار إنه يحاور المعارضة أي المنافقة وعلى رأسها قدري جميل الذي استقبله الروس لأنه مُوالٍ للنظام، ثم هل ننسى جرائم النظام ضد القوى الوطنية اللبنانية وامتداد مجازر المخيمات للفلسطينيين في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا وكان كل هجوماته تصب ضد الأحرار وتنصر شارون والانعزاليين بشكل أو بآخر، إن التاريخ لن يرحم أبدا وحبذا لو عقل اخواننا الفلسطينيون ذلك إزاء نظام ما يسمى بالمقاومة والممانعة التي ظهرت وتظهر كما تحدثت جريدة الجمهورية اللبنانية التي كشفت الاتصالات الأسدية مع نتنياهو الذي أقر أن بقاء نظام بشار مصلحة إسرائيلية، وهو ما صرح به رامي مخلوف ان استقرار إسرائيل من استقرار سوريا فلا يلعبن بشار بالمصطلحات وأن الحرب الآن إنما هي بين القوميين والإسلاميين، إنه لم يسلم منه ومن أبيه أحد وأن الاخوان المسلمين بتاريخهم الناصع حجة على الطغاة أمثاله. ولن ينفعه الحلف مع حزب الله وإيران والاستقواء بقوة روسيا والصين، فالثورة أقوى منهم.