18 سبتمبر 2025

تسجيل

وترجّل الفارس المربي مصطفى الصيرفي رحمه الله

31 أغسطس 2023

لله در دولة قطر- حفظها الله - احتضنت على أرضها الكثير من العلماء والدعاة والمربين الأفاضل، وعلى أرضها توسدوا ترابها رحمهم الله تعالى. وهكذا الحياة كل له موعد مع الموت طال عمره أم قصر. سبحانك ربنا ما أعظم حكمتك!. ففي يوم السبت العاشر من شهر صفر 1445 من الهجرة الموافق السادس والعشرين من شهر أغسطس 2023 من الميلاد ودعت قطر والعالم الإسلامي فضيلة الشيخ المربي والمعلم والداعية المصلح صاحب الصوت المميز المؤثر مصطفى بن محمد الصيرفي، وصلي عليه بعد صلاة المغرب ودفن بمقبرة مسيمير بمدينة الدوحة. رحمه الله تعالى رحمة واسعة. قال سفيان بن عيينة رحمه الله» وأي عقوبة أشد على أهل الجهل أن يذهب أهل العلم». والشيخ مصطفى الصيرفي رحمه الله من مواليد الشام (مدينة حماة) 1930 من الميلاد، عرف رحمه الله ببشاشة الوجه، لا يلقاك إلاّ مبتسماً مرحباً، وكان ذا فصاحة وصوت مميز ومؤثر في حديثه ودروسه وخطبه بدون تكلف ولكنه سجية جبله الله تعالى عليها. وكتب الله تعالى له محبة الناس له وهذا فضل منه سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال» إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض» الحديث. فما أروعها من محبة وما أجملها يوم أن تغادر هذه الحياة ويترحم عليك عباد الله تعالى، ويكتب لك محبة ما بعدها محبة. تعرض للأذى والتضييق من طغاة وبغاة أعداء الدين الإسلامي، فهاجر رحمه الله وترك وطنه وعينه وفؤاده معلقاً بالشام ومكان ولادته ونشأته حماة، ولكنها كانت هجرة غالية، لأنها لله تعالى لا لدنيا ولا لشهرة تُسلط الأضواء عليه ولا مكانة يطلبها. كان عفّ اللسان نقي السريرة، وقف مع قضايا مجتمعه وأمته ولم يتأخر يوماً عنها، لم يؤلّف كُتباً ولكنه ألّف بين القلوب ونصح وأرشد وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر بالضوابط الشرعية والآداب المرعية. جريئاً في قول الحق وتبليغ دعوته لا يخشى أحداً إلاّ الله سبحانه وتعالى. وصدق أحمد بن غزالٍ رحمه الله حين قال: الْأَرْضُ تحيَا إِذَا مَا عَاش عَالِمُهَا مَتَى يمُتْ عَالم مِنْهَا يمُت طَرفُ كَالْأَرْضِ تحْيَا إِذَا مَا الْغَيْثُ حَل بِهَا وَإِنْ أَبَى عَاد فِي أكنافهَا التَّلَفُ من أقواله ووصاياه رحمه الله:- «إذا أردت أن تعلّم حبب الإنسان في العلم وكن معه واضحاً ولا تعقّده». «الحرية يكرهها الظالمون المستبدون». «المدرسة إذا كانت محبوبة تتفتق العبقرية والإبداع عند الطفل». «جرّبوا القرآن تنتصروا على أعدائكم، حّكموا القرآن تَحسن أحوالكم، كونوا مع القرآن يرزقكم الله من حيث لم تحتسبوا». «الثبات على الإيمان ليس سهلاً». «حافظوا على الصلوات وخاصة صلاة الفجر، لأن صلاة الفجر هي مفتاح الرزق، ومفتاح الحياة الطيبة للمؤمن، ولتكن في بيت الله تعالى». «اغتر إبليس بعبادته فهوى». «نحن نعيش في مجتمع عالمي ظالم، الضعيف لا يعيش فيه، القوي فيه يعيش». «ومضة» يرحلون وتبقى آثارهم.. رحمك الله أيها المبارك المربي فارس من فرسان العلم والدعوة والتربية الشيخ مصطفى الصيرفي لم تنزل يوماً عن فرسك إلاّ في هذه اللحظة المكتوبة على كل إنسان. رحمك الله وأكرم مثوبتك وأسكنك فسيح جناته، وجزاك رب كريم رحيم خير ما يجازي به عباده الصالحين. ونسأل الله أن يتغمَّده بواسع رحمته وأن يغفر لنا وله ويجمعنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.